إيمت مدينة مصرية قديمة في دلتا النيل.. تعرف عليها

ليس من المستغرب أن العديد من المدن المصرية القديمة التي تأسست في الدلتا كانت تتجذر فوق هذه التلال الرملية، مما أتاح لها الاستفادة الكاملة من الفرص الزراعية التي أتاحها النهر، مع تجنب الغمر في مياهه. ومع تدهور الطوب اللبن الذي يشكل معظم هياكل هذه المستوطنات وبناء المباني فوقه، نمت هذه التلال ذات الظهر المائل أكثر فأكثر، وتطورت إلى مواقع تلال كاملة.

يُعرف أحد هذه المواقع اليوم باسم تل نباشا. يقع في الجزء الشرقي من الدلتا، وقد غمرته الزراعة ومدينة الحسينية جزئيًا. على الرغم من أن الموقع يقع على بُعد حوالي ساعة ونصف من الساحل باستخدام وسائل النقل الحديثة، إلا أنه كان متصلاً بالبحر الأبيض المتوسط عبر فرع النيل البيلوزي: قناة ملاحية رئيسية. كما كان موطنًا لمدينة إيمت، وهي مدينة بارزة في المنطقة.

في العالم القديم، تمتعت إيمت بشهرة كمركز عبادة رئيسي لوادجيت. كانت هذه الإلهة القوية إلهة مصر السفلى، وصُوّرت بأشكال مختلفة. أحيانًا كانت تُصوّر كامرأة برأس أسد، ولكن في أغلب الأحيان كانت وادجيت تظهر على شكل كوبرا ملفوفة، مستعدة للهجوم وفقا لموقع past.

بهذا الشكل ظهرت كواحدة من "السيدتين" على تيجان الفراعنة، إلى جانب النسر الذي يمثل إلهة مصر العليا. وإلى جانب احتكاكها بأعلى مراتب البلاد، هيمنت وادجيت على الحياة الدينية في إيمت بينما تتحدث النصوص الباقية عن مهرجان سنوي حيث كان يُقاد تمثال مذهّب عظيم لمين أوزوريس - قرينة وادجيت - حول المدينة في عربة، بينما تجذب قوة الإلهة البشر إلى الموقع.

وقد انجذب الكثيرون لارتباط وادجيت بالخصوبة، وتركوا قرابين من التماثيل الصغيرة، على أمل أن تساعدهم الإلهة على الحمل. بينما تُضفي هذه التفاصيل انطباعًا حيًا عن المعبد في أوج عظمته، إلا أنه حتى وقت قريب، لم تكن المعلومات عن زواله وما بعده معروفةً إلا قليلاً وغالبًا ما يُربط زوال الديانة المصرية القديمة بانتشار المسيحية، وهي فترةٌ قام فيها الرهبان بمحو عناصر الصور القديمة التي وجدوها مُقلقة للغاية. أما الآن، فإن الحفريات الجارية تُقدم صورةً مختلفةً تمامًا عن نهاية المعبد، وطبيعة الحياة داخل هيكله وحوله.

من آثار تل نباشا