تحل اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف الألماني آرثر شوبنهاور الذى رحل عن عالمنا في الحادي والعشرين من سبتمبر عام 1861 في فرانكفورت بألمانيا وقد كان لرحيله عن دنيانا قصة ففي أحد الأيام جلس في الفندق الذى عاش فيه الثلاثين عاما الأخيرة من عمره لتناول الإفطار ثم توفى على نحو مفاجيء. وقد اكتشفت وفاته صاحبة الفندق الذى عاش فيه إذ وجدته صاحبة الفندق ما يزال جالساً كما هو، فاقتربت تتفحصه فوجدته ميتا.
عرف شوبنهاور على نطاق واسع بأنه فيلسوف التشاؤم أو فيلسوف النظرة التشاؤمية حتى أنها عرف بقوله "العيش وحيدا هو قدر كل الأرواح العظيمة"، وقد عبر عن إرادته بشكل عملى فعاش وحيدا.
أشهر أعماله كتاب العالم إرادة وفكرة الصادر عام 1818 ويشخص فيه عالم الظواهر بصفته نتاج الإرادة العمياء للشيء في ذاته وبنى شوبنهاور أفكاره على الفلسفة المثالية المتعالية لإيمانويل كانت، فتبنى نظاما ماورائيًا وأخلاقيًا يرفض الأفكار المعاصرة التي سادت في عهد الفلسفة المثالية الألمانية.
وبالنسبة لأفكاره رأى شوبنهاور أن الوجود يقوم على أساس من الحكمة والخبرة والغائية، وأن كل شيء فى الوجود دليل صادق على إدارة الفاعل وقدرته وحكمته وخبرته وإتقانه، كما كان يعلى من شأن الدافع الجنسى لدى الإنسان والحيوان, ويجعل منه الركيزة الأساسية التى تدور عليها حياة الفرد والجماعة، بل يجعل منه الأساس الأوحد الذى تدور عليه الحياة عند كل الكائنات، وبخاصة الإنسان، ومن ثم فإن الجنس هو مفتاح السلوك الإنساني، وعلى أساس منه يمكن تفسير كل سلوك إنسانى من الألف إلى الياء.
كان شوبنهاور من أوائل المفكرين الغربيين الذين شاركوا التعاليم والعقائد البارزة في الفلسفة الهندية، مثل الزهد وإنكار الذات وفكرة المايا في الفلسفة الهندية ووصفت أعمال شوبنهاور بأنها التجسيد الأمثل للتشاؤمية الفلسفية.