فيسبوك
واتساب
كشفت دراسة حديثة نُشرت فى مجلة PNAS أن أقدم مومياوات بشرية معروفة تم تحنيطها عبر تقنية التجفيف بالدخان منذ أكثر من 10 آلاف عام، فى مناطق تمتد من جنوب الصين إلى الفلبين ولاوس وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا.
تحليل الهياكل العظمية المدفونة
الدراسة التي قادها الباحثة هسياو-تشون هونج من الجامعة الوطنية الأسترالية، اعتمدت على تحليل عشرات الهياكل العظمية المدفونة فى وضعية جنينية شديدة الانثناء، وهى وضعية أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت نتيجة تحنيط متعمد أم مجرد تحلل طبيعي، وفقا لما نشره موقع " livescience".
باستخدام تقنيات تحليل متقدمة مثل حيود الأشعة السينية والتحليل الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، تبيّن أن العظام تعرضت لتسخين منخفض الشدة وتغيرات لونية بفعل السخام، ما يشير إلى عملية تجفيف بالدخان وليس حرقًا.
اللافت أن هذه الممارسة لا تزال قائمة حتى اليوم لدى شعوب مثل "داني" و"بومو" في بابوا بإندونيسيا، حيث يتم ربط الجثث بإحكام وتعريضها للدخان حتى يتحول لونها إلى الأسود بالكامل، هذا الربط بين الماضي والحاضر يعزز فرضية أن التحنيط بالدخان كان وسيلة للحفاظ على حضور الأسلاف بين الأحياء، في تعبير مؤثر عن الحب والذاكرة والارتباط الروحي.
تقاليد التحنيط بالدخان
من الناحية الأنثروبولوجية، يدعم هذا الاكتشاف نموذج "الطبقتين" للهجرة البشرية المبكرة إلى جنوب شرق آسيا، حيث يُعتقد أن موجة من الصيادين وجامعي الثمار وصلت قبل 65 ألف عام، تلتها موجة من المزارعين بعد 4 آلاف عام فقط، ويُرجّح أن هؤلاء الأوائل هم من أسسوا تقاليد التحنيط بالدخان التي استمرت حتى اليوم.
