إيمان ممتاز

‎التنمّر: الوجه الخفي للعنف اليومي

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 11:46 ص


‎في عالم يتسارع فيه كل شيء، يظل التنمّر واحدًا من أخطر أشكال العنف الصامتة، التي قد لا تترك كدمات على الجسد، لكنها تترك ندوبًا عميقة في النفس. إنه الوجه الخفي للعنف اليومي، الذي يتسلل إلى المدارس، وأماكن العمل، وحتى إلى شاشات الهواتف عبر التنمّر الإلكتروني.

ما هو التنمّر؟
‎التنمّر سلوك عدواني متكرر يتضمن استغلال القوة الجسدية أو الاجتماعية أو النفسية لإيذاء الآخر أو إخضاعه. ما يميّز التنمّر أنه ليس حادثة فردية عابرة، بل سلوك ممنهج قائم على اختلال موازين القوة بين الطرفين.


‎صور التنمّر
* اللفظي: كلمات جارحة، سخرية، إطلاق ألقاب.
* الجسدي: ضرب، دفع، تخريب ممتلكات.
* الاجتماعي: عزل، تجاهل، نشر شائعات.
* الإلكتروني: رسائل مسيئة، فضح على المنصات الرقمية، صور مفبركة.


‎لماذا يحدث التنمّر؟
‎هناك عدة عوامل لصناعة المتنمّر:
* بيئة أسرية مضطربة يغيب عنها الحوار والاحترام.
* شعور بالنقص أو الإحباط يحاول الطفل أو المراهق تعويضه بالسيطرة على الآخرين.
* غياب القدوة التربوية سواء داخل البيت أو المدرسة.
* ثقافة مجتمعية تتسامح مع العنف وتعتبره قوة أو "شطارة".
‎الآثار النفسية والاجتماعية
‎التنمّر لا ينتهي عند حدود الموقف، بل يترك أثرًا طويل المدى:
* قلق مزمن واضطرابات اكتئابية.
* عزلة وانسحاب اجتماعي.
* تدنّي تقدير الذات وفقدان الثقة بالآخرين.
* تراجع في التحصيل الدراسي أو الأداء المهني.
* وفي الحالات القصوى: ميول انتحارية.


‎المواجهة: مسؤولية مشتركة

* الأسرة: بناء جسور من الثقة والحوار مع الأبناء، وتعليمهم احترام الاختلاف.

* المدرسة: تبنّي سياسات واضحة ضد التنمّر، وتدريب المعلمين على رصد السلوكيات العدوانية مبكرًا.

* المجتمع والإعلام: كسر دائرة الصمت، ونشر الوعي بأن "السخرية ليست خفة دم" بل إيذاء نفسي.

* القانون: وضع لوائح وعقوبات رادعة لحماية الضحايا ووقف المتنمّرين.

‎التنمّر ليس مشكلة تخص الضحية وحدها، بل جرس إنذار لمجتمع بأكمله. مواجهة هذه الظاهرة تحتاج إلى تكاتف الأسرة، والمدرسة، والقانون، والإعلام، حتى نضمن لأطفالنا ولشبابنا بيئة آمنة تعزز الاحترام المتبادل وتغرس قيم التعايش والرحمة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب