ذكرى احتلال نابليون موسكو.. حرائق ونهب في العاصمة الروسية

الأحد، 14 سبتمبر 2025 11:00 م
ذكرى احتلال نابليون موسكو.. حرائق ونهب في العاصمة الروسية نابليون

كتب عبد الرحمن حبيب

تحل اليوم ذكرى واحدة من أشهر المعارك الأوروبية وهي المعركة التي احتل فيها نابليون بجيوشه موسكو في 14 سبتمبر عام 1812 خلال الحروب النابليونية وقد اعتُبر احتلال موسكو ذُروَة الغزو الفرنسي لروسيا وأثناء الاحتلال الذي استمر 36 يومًا، دُمرت المدينة بالنيران لمدة ستة أيام ونُهبت.

موسكو تحترق

من باب  مواجهة جيش نابليون أحرق الروس موسكو، واعتقد الفرنسيون أن الكونت فيودور روستوبشين، حاكم موسكو، هو الذي أمر بإشعال الحرائق فقد بدأت رياح قوية ليلة 15-16 سبتمبر واستمرت لأكثر من يوم، أُضرمت النيران في جميع أنحاء المدينة وأطلقت محكمة عسكرية فرنسية النار على ما يصل إلى 400 مواطن للاشتباه في قيامهم بإشعال النيران وقد عكرت النيران مزاج نابليون فقال: "يا له من منظر رهيب! هل هم من افتعل ذلك! أُضرمت النيران بعدد من القصور! يا له من حل لا يصدق! أي نوع من الناس هؤلاء! إنهم السكوثيون".

يذكر كتاب "الصراع بين البورجوازية والإقطاع 1789–1848م (المجلد الثاني)" تأليف محمد فؤاد شكري، أنه في مساء 14 سبتمبر، ولما يمض قليل على دخول الفرنسيين إلى موسكو واستيلائهم عليها شبت النار في موسكو، وظَلَّتْ مشتعلة مدة طويلة، وتغذي سعيرها رياح الخريف، فاستعصى إخمادُها إلا بعد أن كانت قد الْتَهَمَتْ أكثر من سبعة آلاف مبنى، أي خربت حوالي تسعة أعشار المدينة.

نابليون يعلق على حريق موسكو

وقال نابليون في حزن وهو يمر بين أطلالها بعد الحريق: "إنهم (أي الروس) لبرابرة حقًّا، وإن ذلك (حريق موسكو) لدلالة على ما سوف ينطوي عليه المستقبل من كوارث"، حقيقة لقد قضت النار على كل شيء، فهي قد ظلت مشبوبة مدة أربعة أيام، والتهمت الأخضر واليابس، ثم تزايد اشتعال وقودها؛ لأن الطبقة المتوسطة بيوتها الصغيرة مصنوعة من الخشب، فكانت كعيدان الكبريت، وللمرء أن يتساءل: هل كان الحريق مدبرا أم بسبب حادث؟

ويوضح الكتاب سالف الذكر أن الروس بقيادة "كوتوزوف" والذين تقهقروا من بورودينو إلى موسكو، كان قد صح عزمهم على عدم تعريض مصير جيشهم للخطر بالاشتراك في معركة كبيرة أخرى مع الفرنسيين، إذا حاربوا من أجل الدفاع عن موسكو؛ فقرروا إخلاءها، وأدرك الروس إلى جانب هذا أن الفرنسيين سوف تحل بهم الهزيمة لا محالة عند مجيء الشتاء، إذا وجدوا أنفسهم في أرض العدو، تفصلهم مسافات شاسعة عن قواعِدِهم ومخازِن مؤنهم وعتادهم، وذلك كله دون حاجة لقتالهم والاشتباك معهم في أية معارك؛ وعلى ذلك فإن الجيش الروسي لم يلبث أن غادر موسكو في 14 سبتمبر 1812 متسللًا من شوارعها وهو في طريق هربه إلى كولومنا، وتبعه في انسحابه أكثر أهل موسكو، وكان قد سبق جلاء النبلاء والطبقات العليا من البلدة، كما نقلت منها المخازن والأشياء الثمينة، فلم يَبْقَ بها الآن غير قليلين من الطبقات الدنيا وأُخْلِيَتْ موسكو تمامًا، وفي مساء اليوم نفسه 14 سبتمبر 1812 دخلت طلائع الجيش الفرنسي موسكو، وفي اليوم التالي 15 سبتمبر اتخذ نابليون مقره في قصر الكرملين محل إقامة القياصرة من قديم الزمن في هذه العاصمة التي أقفرت الآن من أهلها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة