قضت محكمة بريطانية بحذف جدارية فنان الشارع الشهير "بانكسى" التى عُرضت على جدار محكمة، والتى تصور قاضيًا يضرب متظاهرًا بحذفها.
على عكس أعمال الفنان الغامضة الأخرى التي تُسرق أحيانًا أو تُزال بعناية وتُعرض في المعارض أو تُباع في مزادات بملايين الدولارات، فقد حُذفت جدارية بانكسي الأخيرة من السجلات، حيث أُزيلت لوحة رشّ مُنقوشة لمتظاهر مُستلقي على الأرض حاملاً لافتة ملطخة بالدماء، بينما يضربه قاضٍ يرتدي شعراً مستعاراً تقليدياً وثوباً أسود بمطرقة، من جدار مبنى المحاكم الملكية الشهيرة.
وأفاد متحدث باسم المحكمة بأن أمر الإزالة صدر من إدارة المحكمة، لأن المبنى، الذي يعود تاريخه إلى 143 عاماً، والمُصمم على الطراز القوطي الفيكتوري المُجدد، يحظى بتقدير كبير لأهميته التاريخية، ويجب أن يحافظ على طابعه الأصلي.
وقالت شرطة العاصمة إن الضباط يحققون في شكوى تفيد بأن العمل يُعدّ عملاً إجرامياً ولم يُجب المتحدث باسم بانكسي فوراً على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق وفقا لما أوردته وكالة أنباء أسوشيتدبرس.
ويُعرف الفنان، الذي لم يكشف عن هويته علنًا، بانتقاده لسياسة الحكومة بشأن الهجرة والحرب.
ومع أن العمل الفني لم يُشر صراحةً إلى حدث أو قضية معينة، إلا أن بعض النشطاء اعتبروه تعليقًا على حظر حكومة المملكة المتحدة لجماعة "فلسطين أكشن"، المصنفة كمنظمة إرهابية.

الجدارية
وأُلقي القبض قبل أسبوع على ما يقرب من 900 شخص في احتجاج بلندن احتجاجًا على الحظر.
وفى محكمة الاستئناف والمحكمة العليا، اللتين نظرتا في جهود "فلسطين أكشن" لاستئناف الحظر، وفي البداية، رفض قضاة الاستئناف طلب المنظمة بالاستئناف، لكن أحد قضاة المحكمة العليا سمح بعد ذلك بالمضي قدمًا في الأمر، على الرغم من أن الحكومة تطعن في هذا القرار.
بانكسى المثير للجدل
بانكسي اشتهر بأعماله المثيرة للجدل منذ أكثر من 25 عامًا، لا يزال يحافظ على هويته السرية، رغم محاولات عديدة لكشفها، ومن بين جداريات بانكسي الأخرى التي ظهرت مؤخرًا، واحدة حددها محققو الإنترنت في مايو هذا العام، على أنها موجودة في مدينة مرسيليا الفرنسية، وتضمن العمل الفني عبارة "أريدك أن تكون ما رأيته فيّ"، وفي جدارية ثانية يمكن رؤية شخصين يمشيان مع كلابهما، كما تم رسم ظل زائف على الرصيف من عمود قريب لإعطاء الوهم بأن المنارة هي صورة ظليه لها.