المصريون فى زمن المأمون.. ثورات ضد النفوذ العباسى

السبت، 13 سبتمبر 2025 07:00 م
المصريون فى زمن المأمون.. ثورات ضد النفوذ العباسى الخليفة الخليفة المأمون

محمد عبد الرحمن

تحل، اليوم، الذكرى الـ1239 لميلاد الخليفة العباسى المأمون، الذى وُلد فى 13 سبتمبر عام 786م، وهو عبد الله بن هارون الرشيد، سابع خلفاء بنى العباس، وعلى الرغم من ازدهار العلوم والفكر فى عهده، فإن مصر شهدت واحدة من أعنف موجات التمرد ضد ولاة الدولة العباسية.

فقد كان المصريون فى تلك الحقبة يتحركون رفضًا للنفوذ العباسى، تارة عبر ثورات دموية "حمراء"، وأخرى عبر مقاومة سلمية "بيضاء" تبدأ بالامتناع عن التعاون مع الولاة وتنتهى بالسخرية والفكاهة، بحسب ما يذكر الدكتور حسين نصار فى كتابه الثورات الشعبية فى مصر الإسلامية.

ومن أبرز تلك الثورات ما قام به أقباط بشمور فى الدلتا، بعد أن أثقلت الضرائب كاهل الفلاحين حتى اضطر بعضهم لبيع أولادهم لدفع الجزية، حاول البابا يوساب أن يتدخل لتهدئة الأوضاع ومنع المواجهة بين الأهالي وعمال الوالي، لكن جهوده لم تنجح، فانطلقت شرارة الثورة.

أرسل المأمون جيشًا بقيادة شقيقه المعتصم، لكنه فشل فى إخماد الانتفاضة، ثم تبعه جيش آخر من الأتراك بقيادة أفيشن التركى، لكنه أيضًا عجز عن تحقيق النصر، وهنا قرر المأمون أن يتوجه بنفسه من بغداد إلى مصر.

كانت المواجهة قاسية: أحرق المساكن والكنائس، وقتل الأطفال، وسبى النساء، وأسر الآلاف من الثائرين الذين قُدّر عددهم بنحو 300 ألف، قضى معظمهم في الطريق إلى أنطاكية، فيما بيع من تبقى منهم عبيدًا للعرب، حتى أن الروايات التاريخية تشير إلى أن الطيور الجارحة لم تقترب من جثث القتلى بعد أن شبعت من كثرتها.

هكذا دخلت ثورة بشمور سجل التاريخ، كواحدة من أعنف الثورات الشعبية التي شهدتها مصر ضد العباسيين، لتكشف حجم الغضب الشعبي من سياسات المأمون وولاته، وتترك أثرًا دامغًا على ذاكرة المصريين فى العصر الإسلامى.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة