فيسبوك
واتساب
كشفت الحفريات الأثرية في قلعة مهجورة على سفوح جبل إريك في منطقة إيبيكيولو بولاية فان في تركيا، عن 76 وعاءً كبيرًا من الجرار الكبيرة (بيثوس) عليها نقوش مسمارية، كانت تستخدم خلال العصر الأورارتى لحفظ الزيت والحبوب والمشروبات، منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام.
معقل قديم ذو سعة تخزينية هائلة
يقع موقع التنقيب على سفوح جبل إريك فى منطقة إيبيكيولو بولاية وان، حيث كانت قلعة كيفينلى قائمةً سابقًا كجزء من مملكة أورارتو، ورغم صغر حجمها نسبيًا، إلا أن العدد الكبير من الجرار يشير إلى سعة تخزينية مذهلة.
يُرجَّح أن البيثوس، المدفونة بترتيب متناسق، كانت تُستخدم لتخزين الحبوب والزيت والمشروبات، ووفقًا لمدير التنقيب رفعت كوفانك من جامعة إغدير، فإن الاكتشاف يُشير إلى أن كيفينلي كانت تُعتبر أحد أكبر المستودعات الزراعية المُكتشفة في منطقة فان حتى الآن.
وما يميز هذه المجموعة هو وجود نقوش مسمارية على الجرار، تشير هذه العلامات إلى كميات مُقاسة، مما يوفر بيانات قيّمة حول كيفية تسجيل الأورارتيين لمواردهم وتنظيمها.
ويعتقد الباحثون أن هذا النظام ساعد في تنظيم الإمدادات للقلعة وربما لسهل فان الأوسع، الذي كان معروفًا بإنتاجه الزراعي الخصيب وفقا لموقع جريك ريبورت.
أبحاث الحمض النووى
بدأ فريق من علماء الآثار ومؤرخي الفن والمرممين بتحليل محتويات الجرار، وكشف الفحص الأولي لإحدى الجرار عن وجود عدد قليل من البذور المحفوظة.
وسيتم اختبار هذه العينات في مشروعٍ قائمٍ لعلم النبات الأثري باستخدام أساليب الحمض النووي القديمة لإعادة بناء أنماط الزراعة السابقة، ويخطط الفريق لفتح المزيد من الجرار في الأسابيع المقبلة، متوقعًا تحديد مجموعةٍ أوسع من بقايا النباتات التي قد تُقدم فهمًا أعمق للنظام الغذائي وممارسات الزراعة في العصر الأورارتي.
وكشفت الحفريات أيضًا عن جزء من أنبوب ماء من الطين، أو ما يُعرف بـ"كونك"، كان يُستخدم لنقل السوائل إلى القلعة، ورغم أن مسار الأنبوب الكامل غير معروف حتى الآن، فقد وُثِّقت أنظمة مماثلة في مواقع أورارتية أخرى، مثل قلعة أيانيس.
بالإضافة إلى ذلك، تشير شظايا من جص الجدران المطلي باللونين الأسود والأحمر إلى أن كيفينلي كانت تضم غرفًا مزينة بجداريات ملونة، كما كشفت الحفريات عن نماذج من فخاريات القصور، بما في ذلك قطعة فخار مزخرفة بشكل أسد، وهو زخرف شائع في الفن الأورارتي.
