رحيل الإمام البخاري.. خريطة أسفار في 6 مدن

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 01:00 م
رحيل الإمام البخاري.. خريطة أسفار في 6 مدن البخاري

محمد عبد الرحمن

في مثل هذا اليوم من عام 870م (256 هـ) رحل الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، أحد أعظم أئمة الحديث في التاريخ الإسلامي، وصاحب “الجامع الصحيح” الذي يُعد أدق وأشهر كتب السنة النبوية. ولد البخاري في بخارى عام 810م، ومنذ صغره انشغل بطلب العلم والرحلة في سبيل جمع الحديث، فتنقل بين المدن الإسلامية الكبرى ليبني مشروعه العلمي الفريد.

خريطة الأسفار في 6 مدن بارزة
• بخارى: مسقط رأسه وبداية رحلته العلمية.
• بلخ: حيث بدأ في سماع الحديث وأخذ عن كبار العلماء.
• مكة المكرمة: أقام بها سنوات طويلة، وبدأ تدوين مصنفاته.
• المدينة المنورة: لازَم شيوخها وجمع روايات عن أئمة الحجاز.
• البصرة: كانت من أهم محطات التلقي، إذ التقى فيها بعلماء الحديث والفقه.
• بغداد: حيث عُرض كتابه “الجامع الصحيح” على العلماء، فنال القبول والإجماع.

وجاء في كتاب "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير

صاحب الصحيح، هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن يزدزبه الجعفي مولاهم أبو عبد الله البخاري الحافظ، إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه، والمقدم على سائر أضرابه وأقرانه، وكتابه الصحيح يستقى بقراءته الغمام، وأجمع العلماء على قبوله وصحة ما فيه، وكذلك سائر أهل الإسلام، ولد البخاري - رحمه الله - في ليلة الجمعة الثالث عشر من شوال سنة أربع وتسعين ومائة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ في حجر أمه فألهمه الله حفظ الحديث وهو في المكتب، وقرأ الكتب المشهورة وهو ابن ست عشر سنة حتى قيل: إنه كان يحفظ وهو صبي سبعين ألف حديث سردا، وحج وعمره ثماني عشرة سنة.

فأقام بمكة يطلب بها الحديث، ثم رحل بعد ذلك إلى سائر مشايخ الحديث في البلدان التي أمكنته الرحلة إليها، وكتب عن أكثر من ألف شيخ.

وروى عنه خلائق وأمم.

وقد روى الخطيب البغدادي عن الفربري أنه قال: سمع الصحيح من البخاري معي نحو من سبعين ألفا لم يبق منهم أحد غيري.

وقد روى البخاري من طريق الفربري كما هي رواية الناس اليوم من طريقه، وحماد بن شاكر وإبراهيم بن معقل وطاهر بن مخلد. وآخر من حدث عنه أبو طلحة منصور بن محمد بن علي البردي النسفي؛ وقد توفي النسفي هذا في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ووثقه الأمير أبو نصر بن ماكولا.

وممن روى عن البخاري مسلم في غير الصحيح، وكان مسلم يتلمذ له ويعظمه، وروى عنه الترمذي في جامعه، والنسائي في سننه في قول بعضهم.

وقد دخل بغداد ثمان مرات، وفي كل منها يجتمع بالإمام أحمد، فيحثه أحمد على المقام ببغداد ويلومه على الإقامة بخراسان.

وقد كان البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه فيوقد السراج، ويكتب الفائدة تمر بخاطره ثم يطفئ سراجه، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى حتى كان يتعدد منه ذلك قريبا من عشرين مرة. وقد كان أصيب بصره وهو صغير فرأت أمه إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - فقال: يا هذه قد رد الله على ولدك بصره بكثرة دعائك، أو قال: بكائك، فأصبح وهو بصير.

وقال البخاري: فكرت البارحة فإذا أنا قد كتبت لي مصنفات نحوا من مائتي ألف حديث مسندة.

وكان يحفظها كلها.

ودخل مرة إلى سمرقند فاجتمع بأربعمائة من علماء الحديث بها، فركبوا أسانيد وأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وخلطوا الرجال في الأسانيد وجعلوا متون الأحاديث على غير أسانيدها، ثم قرؤوها على البخاري فرد كل حديث إلى إسناده، وقوم تلك الأحاديث والأسانيد كلها، وما تعنتوا عليه فيها، ولم يقدروا أن يعلفوا عليه سقطة في إسناد ولا متن.

وكذلك صنع في بغداد.

وقد ذكروا أنه كان ينظر في الكتاب مرة واحدة فيحفظه من نظرة واحدة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة