أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، أن انتخابات مجلس الشيوخ 2025 تمثل محطة مهمة في مسار التطور الديمقراطي في مصر، خاصة أن المجلس يضطلع بأدوار جوهرية تتعلق بتعزيز الحياة السياسية، ودعم السلم الاجتماعي، ودراسة مشروعات القوانين والتعديلات الدستورية، مشيرا إلى أن هذا المجلس يتميز بتركيبة متنوعة تشمل منتخبين بالنظام الفردي، ونظام القوائم، بالإضافة إلى الثلث المعين من قبل رئيس الجمهورية، وهو ما أتاح وجود كفاءات وخبرات من مختلف المجالات تحت قبة المجلس.
وأضاف حسين خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن التجربة الفعلية لمجلس الشيوخ منذ عودته أثبتت قيمته في دعم التشريعات ومساندة مجلس النواب، من خلال نقاشات عميقة ومحايدة بعيدا عن التجاذبات الحزبية، رغم تعدد الانتماءات داخل المجلس، موضحا أن أعضاء المجلس يتمتعون بخلفيات علمية وفنية تعزز من جودة النقاشات التشريعية، لا سيما في ما يخص القوانين المكملة للدستور، وقضايا الديمقراطية والمواطنة، مؤكداً أن هذه التجربة البرلمانية تمثل إضافة نوعية للحياة السياسية المصرية، وتفتح المجال لمزيد من التنظيم والمشاركة الفاعلة للأحزاب السياسية.
وفي سياق إقليمي، أشار حسين إلى أن وجود غرفتين تشريعيتين، مثل مجلس الشيوخ، ليس ترفاً سياسياً، بل ضرورة في دول تمر بتحولات سياسية كبرى، موضحاً أن بعض الدول العربية لا تزال تفتقر إلى الحد الأدنى من الاستقرار اللازم لمثل هذه المؤسسات، بسبب الحروب والانقسامات. لكنه شدد على أن المشاركة السياسية، أياً كان شكلها أو اسمها، تظل عنصراً أساسياً في نهضة الشعوب، داعياً إلى تعميم تجربة المجالس الشورية أو التشريعية في المنطقة بما يتناسب مع طبيعة كل دولة وظروفها السياسية والاجتماعية.