فيسبوك
واتساب
أكد الدكتور أحمد زكارنة، الكاتب والمحلل السياسي من رام الله، أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل من توسيع هجماتها في غزة يتمثل في تحقيق مشروع التطهير العرقي، عبر سياسات مرحلية وتراكمية تشمل الحصار والتجويع وتهجير السكان.
وأوضح زكارنة، في مداخلة على قناة "اكسترا نيوز" أن إسرائيل تستخدم مزيجًا من "العصا والجزرة" في تعاملها مع الفلسطينيين، حيث توظف الحصار والجوع كسلاح إبادة بطيء لإجبار الفلسطينيين على الخروج تحت ما يسمى "التهجير الطوعي"، مؤكداً أن المجاعة المفروضة هي سياسة ممنهجة لإدارة الحياة والموت.
وأشار إلى أن التبريرات الإسرائيلية بشأن "المناطق الخطرة"، ما هي إلا ذرائع لتفريغ غزة من قدرتها على الصمود، لافتًا إلى أن السياسات المطبقة تشبه إلى حد كبير ممارسات الحروب الاستعمارية القديمة.
وحول المواقف الدولية، اعتبر زكارنة، أن الاتحاد الأوروبي بدأ يتعرض لضغوط متزايدة من مجتمعاته، بينما تبقى الولايات المتحدة اللاعب الأساسي القادر على وقف ما وصفه بـ"المجزرة"، مشيرًا إلى أن المؤتمر الدولي المزمع عقده في سبتمبر قد يشكل فرصة لتجاوز الرعاية الأمريكية المنفردة لملف السلام.
كما تطرق إلى استهداف قوات الاحتلال للصحفيين في غزة، مؤكداً أن الأمر لا يتعلق فقط بمحاولة التعتيم الإعلامي، بل باستراتيجية ممنهجة تقوم على "إبادة الشاهد" و"تشويه وعي المتلقي"، حيث تسعى إسرائيل إلى احتكار الصورة وتشييء الضحايا وتحويلهم إلى مجرد أرقام، في إطار "هندسة الإدراك" وتوجيه الرواية الدولية بما يخدم روايتها.
شدد زكارنة على أن مواجهة هذه السياسات تتطلب موقفًا عربيًا ودوليًا موحدًا قادرًا على كسر الانفراد الأمريكي بالقرار، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة ما وصفه بـ"إبادة ممنهجة بطيئة.
