في إضافة جديدة لجهود تفكيك الخطاب الديني العربي الذي ما يزال أسيرًا لتصوراته الكلاسيكية عن اللغة والنبوّة والقرآن، صدر للكاتب أشرف البولاقي عن دار الأدهم للنشر والتوزيع كتاب "المقدّس والإنساني اللغة والنبوّة والقرآن"، حيث يقدم قراءة جديدة لِما يبدو وكأنه من الثوابت والمسلّمات الفكرية في تعامل العقل العربي والذائقة مع اللغة العربية التي يعترها مقدسة ومنزّلة من السماء، وأن الله يتحدث بها، معرّجًا على مفهوم النبوّات في التصور العربي، وهو المفهوم الذي يزعم المؤلف أنه انفعالي في الذهنية العربية الإسلامية بسبب وجود ثقيل في الوعي لنبيين آخرين، متسائلا: لماذا لا يوجد نبيّ جديد؟
كما يقدم المؤلف في كتابه الجديد قراءة جديدة لسورة يوسف، مستعينًا خلاله ببعض إشارات التراث العربي، وجهود التنويريين المحدثين، مؤكدًا في كتابه أن في اللغة والنبوّة والقرآن مساحات إنسانية أجدر الآن بالالتفات بعد غياب الوحي وممثليه.
يتوقف الكاتب أيضًا أمام بعض الظواهر الثقافية ذات البعد الديني كموقف المسلم المعاصر من قضية الإسراء والمعراج، وموقف مؤسسة الأزهر من الختان وموقفه من نوال السعداوي، كل ذلك في قراءات مرتبطة بالمقدس والإنساني.
يذكر أن أشرف البولاقى شاعر وناقد وكاتب فى مجالات متعددة وله عدد من الكتب والمجموعات الشعرية، ومجموعتان قصصيتان ورواية، وعدة كتب في النقد وفي الأدب الشعبي وقضايا الفكر الديني والتنوير، من مواليد قنا 1968، شغل من قبل منصب مدير الثقافة العامة بالفرع الثقافى بقنا، صدر له أكثر من عشرون كتابًا فى الشعر، ومن دواوينه «جسدي وأشياء تقلقني كثيرًا»، و«سلوى وِرد الغواية» و«واحدٌ يمشى بلا أسطورةٍ»، و«والتينِ والزيتونةِ الكبرى وهند» فضلًا عن مؤلفات أخرى في النقد والسرد والأدب الشعبي والخطاب الديني، "أشكال وتجليات العدودة فى صعيد مصر" (دراسات شعبية) عن دار وعد للنشر والتوزيع 2011، و"رسائل ما قبل الآخرة" (كتاب نثرى) عن دار هيباتيا للنشر والتوزيع 2013.
المقدّس والإنساني