تمر اليوم ذكرى وقوع معركة مرج دابق بين الدولة العثمانية فى تركيا، ودولة المماليك فى مصر والشام، وذلك فى 24 أغسطس عام 1516م، وهى المعركة التى كانت سببا فى دخول العثمانيين بقيادة السلطان الغازى سليم خان الشهير بـ"سليم الأول"، ومهدت الطريق نحو غزو مصر بعد ذلك.
حسب ما ذكر كتاب "معجم المعارك التاريخية" من تأليف نجاة سليم محاسيس: وقعت هذه المعركة في 26 رجب عام 922 هـ/ 24 أغسطس عام 1516م، في مكان يسمى مرج دابق في الشام، بين العثمانيون بقيادة السلطان سليم الأول العثماني والمماليك بقيادة السلطان قنصوه الغوري المملوكي.
استطاع السلطان سليم الأول جذب ولاة الشام في صفه لقتال المماليك ووعدهم بالإبقاء عليهم في إماراتهم إذا ما تم له النصر - ثم سار بجيشه لملاقاة المماليك والتقى الجمعان في معركة مرج دابق في 26 رجب 922هـ واحتدم القتال العنيف بينهما فتسلل ولاة الشام بجيوشهم وانضموا للعثمانيين فضعف أمر المماليك وهزموا هزيمة منكرة وتمزقت قواتهم وقتل قنصوه الغوري في المعركة وبهذه المعركة أصبحت الشام في قبضة سليم الأول أي ما يعادل نصف دولة المماليك وأول سقوط هذه الدولة ذات الأمجاد السابقة حتى أواسط آسيا لمدة تزيد عن الـ 200 عاما، أما سلالة هولاكو وهي الخانات فحكمت لمدة 91 سنة حتى سقوطها عام 1351م.
كما ذكر كتاب "السلطان سليم الأول" من تأليف فاتج آقجه: في فصل بعنوان "ما بعد معركة مرج دابق": قيم المؤرخ المصري "ابن زنبل "الرمال" (ت: 960 هـ / 1553م) الحرب من وجهة نظر المماليك، فيروي لنا تفاصيل معركة "مرج دابق" باختصار على النحو التالي:
كان أهم العناصر التي واجهت العثمانيين في "مرج دابق" قوة من الشراكسة قوامها ألفا جندي، وكان هناك فوضى عارمة في سائر وحدات الجيش، حتى إنه لم يكن واضحًا في بداية المعركة من سيهاجم ومن سيدافع، وقد شهد الجيش أزمة كبيرة في هذا الأمر، والواقع أنه لم يكن انتظام الجيش المملوكي جيدا بما فيه الكفاية وقد انهار وتفكك بالكامل خلال المعركة، بيد أنه لم يكن هناك أي خلاف بين القوات العثمانية، كان كل جندي يعرف مهمته، ويتحرك بانضباط كبير ومع بقية الجنود، هذا فضلا عن أن السلطان سليم كان يسير بجواده حتى يصل إلى وسط صفوف جنوده".