نجيب محفوظ في بلاط صاحبة الجلالة.. نشر فيها أعماله وتحدث عن الصحفي الانتهاري

الأحد، 24 أغسطس 2025 10:00 م
نجيب محفوظ في بلاط صاحبة الجلالة.. نشر فيها أعماله وتحدث عن الصحفي الانتهاري الأديب العالمي نجيب محفوظ

محمد عبد الرحمن

الكتابة جزء كانت منذ البداية عنصر جوهري وأساسي في حياة أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ، فقد كانت شغفه منذ الصغر، ومنذ البداية كان مجربًا ومتمردًا في كتاباته، حيث سعى لتقليد أساليب كبار الأدباء في مراحله التعليمية الأولى مثل مذكرات عميد الأدب العربي طه حسين "الأيام" والذي قلده محفوظ بآخر لم ينشره كتبه في مجموعة مسودات نشرها فيما بعد الكاتب الصحفي محمد شعير اسماها "الأعوام".

وتمر هذه الأيام الذكرى التاسعة عشر على رحيل الأديب العالمي نجيب محفوظ، إذ غاب عن عالمنا في 30 أغسطس عام 2006، عن عمر ناهز 94 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا أدبيا وفلسفيا كبيرًا، أثرى به المكتبة العالمية، باعتباره الأديب العربي الأشهر، والكاتب العربي الوحيد الذي استطاع أن يحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988.

منذ أن تعلم نجيب وبدأت يده تتحس الكتابة، لم يتأخر يومًا عن الكتابة، مقالات وقصص وربما محاولات شعرية غير مكتملة، اكتملت ربما بكتابته المقالات في مجموعة من المجلات الثقافية، قبل أن يتخذ قراراً حاسماً في عام 1936 باحتراف فن الرواية وتكريس حياته لها، مفضلاً إياها على مجالات أخرى مثل الشعر والفلسفة، وكان هدفه سد النقص في التراث الروائي العربي حينها، كما ارتبطت كتاباته بتوثيق الواقع الاجتماعي والسياسي لمصر، مما جعلها تعكس حياته وتجاربه.

من هنا ربما بدأت مبكرًا علاقة صاحب "الثلاثية" بالصحافة، ربما لم يعمل صحفيًا بالشكل التقليدي لكنه أرتبط بها ككاتب مقالات، كباحث رسم بأعماله صورة بانورامية لمصر وحاوريها في القرن الماضي، ربما لم يكن نجيب محفوظ باحثاً أكاديمياً بالمعنى التقليدي، بل كان روائياً وفيلسوفاً أديباً سعى لاستكشاف قضايا الوجود والمجتمع عبر أعماله الروائية، متأثراً بفلسفة العصر وعلومه، بدأ مسيرته الأكاديمية في الفلسفة، لكنه تحول إلى الأدب، مؤثراً في مجرى الرواية العربية وأسسها على فهم عميق للفلسفة والمجتمع.

بعيدا عن المقالات تمثلت علاقة نجيب محفوظ بالصحافة في نشر أعماله الأدبية فيها مثل رواية "أولاد حارتنا" في جريدة الأهرام، حيث " حيث نشرها مُسلسلة في جريدة الأهرام في عام 1950، والتي أثارت جدلاً دينياً بسبب مضمونها، وظهور شخصيات الصحفيين في أعماله الروائية كرمز للواقعية أو الانتهازية.

بالإضافة إلى كتابته مقالاته الخاصة التي تعكس رؤيته السياسية والاجتماعية لمصر، وتفاعله مع الوسط الصحفي كصديق وكاتب، حيث تناول نجيب محفوظ في أعماله صورة الصحفي في مراحل مختلفة، بدءًا من الصحفي الانتهازي في رواية "القاهرة الجديدة" وصولًا إلى صورة الصحفي الاشتراكي في المرحلة الفلسفية، وأخيرًا في القصص القصيرة، وذلك من خلال مجموعة من الشخصيات مثل محجوب عبد الدايم

حافظ نجيب محفوظ على صداقات قوية مع عدد من الصحفيين، وكان الوسط الصحفي متنفسًا لمناقشة قضاياه ونقد أعماله، حيث تأثر أدب محفوظ بالتيارات السياسية والفكرية، التي كانت تظهر في الصحافة في مصر، وتناول محفوظ في هذه المرحلة صورة الصحفي في أعمال مثل "اللص والكلاب" و"ميرامار"، تظهر شخصيات الصحفيين بوضوح في هذه المرحلة، حيث يعكس محفوظ التغييرات التي طرأت على المجتمع المصري .

تقدم دراسة الصحافة في أعمال محفوظ رؤية أعمق وأكثر واقعية لحياة الصحفيين ودورهم في المجتمع المصري مقارنة بالدراسات الأخرى، وذلك بحسب ما ورد في كتاب أستاذ الصحافة الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، حيث قدمت شخصيات محفوظ صورة حية عن الصحافة والصحفيين، وهي نماذج لا تزال مؤثرة في الحاضر والمستقبل المصري.

كذلك، فقد عمل نجيب محفوظ في صحيفة الأهرام بعد تقاعده من عمله الحكومي، حيث انضم إليها كأحد كتابها بعد بلوغه سن المعاش في ديسمبر 1971، لكن قبل ذلك، لم يسع نجيب محفوظ للانضمام إلى الأهرام بشكل متفرغ، مفضلاً الحفاظ على استقلالية عمله الأدبي عبر وظيفته الحكومية، فقد كان يتعلل بوظيفته الحكومية في الأمس لرفض الانضمام إلى الأهرام، وكان يرى أن العمل الأدبي إذا ارتبط بعجلة الإنتاج السريع والمتلاحق كما الحال في العمل الصحفي، فقد يتعرض لضرر كبير، لذا فضل الاحتفاظ باستقلاله.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة