في العديد من الدول ارتفعت أسعار العقارات بشكل كبير لدرجة أن حلم امتلاك منزل قد تلاشى بالنسبة للكثيرين وغالبًا ما لا يُعدّ الاستئجار خيارًا أفضل بكثير، نظرًا لنقص المعروض من العقارات بأسعار معقولة.
هذه إحدى أهمّ قضايا عصرنا ولكن هل هي مشكلة حديثة تحديدًا؟ كما هو الحال اليوم، كان الناس في العصور القديمة يحلمون بامتلاك عقار لكنهم واجهوا أيضًا صعوبات متشابهة بشكل لافت في مراحل زمنية مختلفة على مر القرون وفقا لموقع the conversation.
أزمة السكن ليست جديدة
في عام 164 قبل الميلاد، نُفي الملك بطليموس ملك مصر إلى إيطاليا فتنكر في زيّ عامة الشعب برفقة ثلاثة عبيد، وذهب إلى روما وهناك، بحث بطليموس عن صديقه ديمتريوس وعندما وجده، صُدم. كان هذا الصديق، الثريّ في مصر، يعيش في ظروف معيشية صعبة.
أحد أسباب ذلك، كما روى لنا المؤرخ اليوناني ديودوروس الصقلي (عاش حوالي 80-20 قبل الميلاد)، هو ارتفاع أسعار العقارات المستأجرة في روما ونظرًا لارتفاع الإيجارات في روما، كان ديمتريوس يعيش في علية صغيرة رثة وعلى الرغم من أن ديمتريوس كان ميسور الحال، إلا أن روما كانت باهظة الثمن، فلم يتمكن من إيجاد عقار مناسب للإيجار بأسعار معقولة وقد كانت لأزمات السكن عواقب اجتماعية وخيمة.
في الثلاثينيات قبل الميلاد، كانت روما في وضع حرج. فبسبب جشع ملاك الأراضي الأثرياء، تزايدت معاناة الفقراء من دفع الإيجارات أو شراء العقارات
وكما يخبرنا الكاتب اليوناني بلوتارخ (حوالي 46-119 ميلادية) بدأ الأغنياء في عرض إيجارات أعلى، فطردوا الفقراء.
ولحل هذه المشكلة، قرر السياسيون الرومان سن قانون "يحظر على الشخص الواحد امتلاك أكثر من خمسمائة فدان من الأرض" إلا أن هذا القانون لم يُكتب له النجاح. فقد وجد الأثرياء طرقًا للتهرب منه من خلال الاستعانة بوسطاء لشراء العقارات لهم.
كان لهذا الفشل عواقب اجتماعية وخيمة. كما يوضح بلوتارخ:"لم يعد الفقراء، الذين طُردوا من أراضيهم، يُظهرون حماسًا للخدمة العسكرية، وأهملوا تربية الأبناء. مع عجز الناس عن تحمل تكاليف العيش في وطنهم، شعر الكثيرون بأنهم فقدوا أي نصيب في المستقبل. فقدوا رغبتهم في الدفاع عن وطنهم، أو تربية الأجيال القادمة".
محاولات حل المشكلة
على مر القرون، حاول الحكام القدماء أيضًا معالجة مشكلة عدم القدرة على تحمل تكاليف السكن بطرق مختلفة كان أحد المقترحات أن تقدم الدولة أرضًا مجانية، ليتمكن المتقدمون من التقدم بطلباتهم لبناء منازل عليها.
كما أشار الكاتب الأثيني زينوفون (حوالي 430-350 قبل الميلاد) أنه إذا سمحت الدولة للمتقدمين الذين تمت الموافقة عليهم ببناء منازل على [مواقع شاغرة داخل المدينة] ومنحتهم حق التملك الحر للأرض، أعتقد أننا سنجد فئة أكبر وأفضل من الأشخاص الراغبين في العيش في أثينا.
وفقًا للمؤرخ ديونيسيوس الهاليكارناسوس (الذي كتب في القرن الأول قبل الميلاد)، وسّع سيرفيوس مساحة المدينة وأتاح أراضٍ جديدة للبناء.
وكان هذا ليؤوي الرومان الذين "لم يكن لديهم منازل خاصة بهم" ويبدو أن هذا الحل نجح ووسّع مساحة المدينة بشكل كبير.