الموقف المصرى أمام معبر رفح، استكمال لموقف حاسم وواضح تبنته الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى والخارجية وكل المؤسسات، انتفاضة ضد كل محاولات التهجير أو التصفية، والزيارة والمؤتمر الصحفى لوزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى، ورئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى، تأكيد لموقف مصرى حاسم دعما للقضية، ومنذ 7 أكتوبر وقبلها وحتى الآن، لم تتوقف مناورات رئيس وزراء الاحتلال الصهيونى بنيامين نتنياهو بجانب جرائم الإبادة والقتل والتصفية العرقية للفلسطينيين فى غزة، ومحاولات تمرير مخططات التهجير، وبعد فشل مخطط التهجير إلى سيناء أو الأردن، وإعلان مصر خطوطا حمراء، ومواجهة أكاذيب الاحتلال بل مواجهة محاولات التهجير الطوعى، عن طريق شركات أمريكية كما نشرت فاينانشيال تايمز.
قادت مصر ولا تزال مواجهة مخططات التهجير القسرى أو الطوعى، واستباقيا أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أعقاب 7 أكتوبر، أن التهجير خط أحمر، وحتى فى مواجهة مزاعم التهجير المؤقت للإعمار قدمت مصر فى مؤتمر القاهرة خطة إعادة الإعمار التى تقوم على دراسات واقعية، لإدارة القطاع من قبل الفلسطينيين أنفسهم، وعقد مؤتمر دولى فى القاهرة، بعد إنهاء الحرب، للتعافى وإعادة الإعمار بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، لإصلاح الدمار الذى تسبب فيه العدوان الإسرائيلى، مع تشكيل لجنة لإدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وهى خطة أصبحت عربية ثم إسلامية.
وتجدد الموقف المصرى رفضا وإدانة للتصريحات غير المسؤولة التى تنطلق من القيادات الصهيونية ومنهم نتنياهو، فى محاولة للتغطية على الفشل فى تحقيق أهداف الحرب، والعجز عن تمرير التهجير، بترديد مزاعم صهيونية توراتية تحاول مداعبة المتطرفين فى الدولة العبرية، وهى تصريحات للاستهلاك الإعلامى، وتعد نوعا من الادعاءات وغرور القوة الذى لا تسنده حقيقة، حيث كانت آخر هزائم إسرائيل على يد القوات المصرية، وأن مصر تقيم سلاما من موقع قوة، وتمتلك القوة الكافية لحماية أمنها القومى، وأن أقوى جيش فى المنطقة هو جيش رشيد يحمى لا يهدد ولا يعتدى، ويستطيع حماية الأمن القومى بكل حسم، وسبق ووضعت خطوطا حمراء فى الغرب والجنوب وغيرها ولم يتعداها أحد.
ومن هنا يمكن النظر إلى زيارة وزير الخارجية بدر عبدالعاطى لمعبر رفح مع الدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء الفلسطينى، بحضور الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعى، فى وجود إعلامى محلى وعربى وعالمى مكثف، بهدف الوقوف على جهود مصر لمواجهة الحرب الإسرائيلية على غزة، وتقديم المساعدات، حيث وفرت نحو 70% من إجمالى المساعدات الإنسانية.
وفى المؤتمر الصحفى، أكد الوزير بدر عبدالعاطى، أن مصر لم تتوقف عن العمل فى كل المسارات لوقف الحرب وحماية المدنيين وضمان تدفق المساعدات، وعلاج المصابين الفلسطينيين بالمستشفيات المصرية، رغم كل التحديات، مؤكدا أن معبر رفح لم يغلق منذ بداية الأزمة، وأنه يواجه فى هذه المرحلة ظروفا استثنائية بسبب احتلال وتدمير إسرائيل للجانب الفلسطينى من المعبر، وتعمل مصر على تهيئة الظروف التى تتيح تدفق المساعدات الإنسانية بكل السبل الممكنة، مشددا على ضرورة مواصلة الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار والسماح بالنفاذ الفورى للمساعدات الإنسانية التى يحتاج إليها سكان غزة من كل المعابر بلا استثناء.
وأكد عبدالعاطى، على تضامن مصر الكامل مع الشعب الفلسطينى ودعمها لحقوقه المشروعة وفى مقدمتها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومن جانبه ثمن رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى، الموقف المبدئى والثابت المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والوقوف سدا منيعا فى وجه مخططات التهجير، رغم الضغوطات الهائلة التى تستهدفها، كما ثمن اصطفاف مصر التاريخى إلى جانب الحق الفلسطينى، ورؤيتها السياسية والقومية الصلبة وعملها المستمر من أجل إنهاء الحرب وفك الحصار ومنع التهجير، وإعادة الإعمار، ووحدة فلسطين ومؤسساتها الوطنية تحت قيادة الشرعية، ممثلة فى منظمة التحرير، مشيرا إلى أن استمرار العدوان الإسرائيلى يجب ألا يمنح أى طرف محلى أو دولى، شرعية لفرض ترتيبات فوقية على غزة، مؤكدا أن القطاع جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وأن منظمة التحرير الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى، والحكومة هى الجهة التنفيذية الوحيدة المخولة لإدارة شؤون غزة كما فى الضفة الغربية، وأنها جاهزة وقادرة على تحمل مسؤولياتها نحو أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة، بالتعاون مع كل الأشقاء والأصدقاء، وقال إنه سيتم الإعلان قريبا عن لجنة لإدارة شؤون قطاع غزة، وهى لجنة مؤقتة ومرجعيتها الحكومة الفلسطينية، وليست كيانا سياسيا جديدا، بل إعادة تفعيل لعمل مؤسسات دولة فلسطين وحكومتها فى غزة، ومواجهة أية محاولات لتعطيل الإرادة الوطنية والإجماع العربى والدولى على توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية فى الضفة والقطاع، والعمل مع مصر للتحضير لعقد مؤتمر إعادة الإعمار فى القاهرة فى أقرب وقت ممكن، لإعادة إعمار غزة بناء على الخطة العربية.
واتهم رئيس الوزراء الفلسطينى، الاحتلال الإسرائيلى بإغلاق الجانب الفلسطينى من معبر رفح بالدبابات الإسرائيلية، ومنع آلاف شاحنات المساعدات المصطفة من الدخول للقطاع، أكبر رسالة للعالم بأن إسرائيل تجوع الشعب الفلسطينى، تمهيدا لتهجيره، ومنع قيام دولته الموحدة والمستقلة.
وبالتالى فإن موقف مصر مستمر فى مواجهة جرائم ومناورات الاحتلال، وكسب المزيد من الأصوات العالمية للقضية الفلسطينية، بل إنها تواجه حروبا دعائية وأكاذيب، لأنها أقنعت دول العالم بالحقيقة والموقف الصحيح لمواجهة جرائم الاحتلال.
