«ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».. إذا كان مؤسس الجماعة حسن البنا، قد دشن هذه المقولة عقب تنفيذ عملية اغتيال رئيس وزراء مصر محمود فهمى النقراشى، وبعيدا عن مبررات تدشين هذا المصطلح وأهدافه الحبلى بالخبث والنطاعة ومحاولات التنصل من الجريمة، فهل هناك توصيف أدق من توصيف المؤسس؟! الحقيقة هناك إجماع من أن تنظيم الإخوان أخطر الفِرق على الإسلام منذ فجر الدعوة وحتى كتابة هذه السطور، فالكذب والضلال والتآمر والخيانة والابتزاز والتجارة بالدين، دستورهم، وعقيدتهم، ولا يوجد لديهم أى مانع من الارتماء فى أحضان الشيطان من أجل مصلحتهم، فاليهود أقرب إليهم، والشيوعيون بين شفرات عيونهم، والشيعة فى القلب، طالما هناك مصلحة وأهداف يمكن تحقيقها من وراء هذه المشاعر المزيفة، ولا يهم الدين وتشويهه!
المصريون ومنذ 2011 انتابتهم حالة «صحوة كبرى» وإعادة تقييم شامل ومراجعات فكرية، تتعلق بحقيقة كل الكيانات المتدثرة بالعباءة الدينية، والسياسية والفكرية، بجانب المشتغلين بمنظمات حقوق الإنسان، وما تنشره الصحف الغربية والأمريكية، وكانت النتيجة أنهم اكتشفوا مدى الزيف والخداع الذى مورس عليهم طوال عقودا طويلة!
حالة الصحوة الكبرى للمصريين، صححت الكثير من الصور الذهنية الكارثية التى كانت مسيطرة على عقولهم، بأن جماعة الإخوان كانت تمارس دور التقية، وأن أعضاءها من رجال الدين الأتقياء الطيبين المتحدثين عن الخير والصلاح، والناهين عن الشر، وأنها فصيل وطنى يخاف على الوطن ويخشى على مصالحه ووحدة أراضيه، فتبين عندما تمكنوا فى 2012 أنهم مدعون، وأنهم مارسوا أسوأ تجارة سوداء من نوعها فى التاريخ، وهى التجارة بالدين وتوظيفه لخدمة أهدافهم ومصالحهم، مساهمين فى تشويهه وربطه بالعنف والإرهاب، وأن الوطن عندهم عبارة عن حفنة من تراب عفن!
حالة الصحوة ذكرت المصريين بمعاناتهم مع المستعمر الذى كان يحاول باستماتة اختطاف الوطن، وأن اللاعب الرئيسى فى كل تلك الصراعات هم جماعة الإخوان، الذين سخروا أنفسهم فى خدمة الاستعمار واستعباد البلاد، فى أكثر وأبشع وأقذر أنواع الخيانة!
ورغم حالة الصحوة الكبرى للمصريين واكتشاف حقيقة هذه الجماعة الوقحة، إلا أن الإخوان يمارسون كل أنواع التضليل والحرب النفسية، من خلال حملات إعلامية، مسخرة الميديا الجديدة للوصول للناس، والتغرير بهم ومحاولة قلب الحقائق، جنبا إلى جنب مع تدبير مؤامراتهم مع كل أعداء الأمة ضد مصر، وإعلان حالة النفير العام لمحاصرة السفارات المصرية فى الخارج، بما فيها الكائنة فى تل أبيب، فى محاولة حثيثة ووقحة لتبرئة إسرائيل من جرائم حرب الإبادة فى غزة، واختزالها فى قضية المساعدات لتوريط مصر!
نعم، جماعة الإخوان مارست رقصة الموت مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فوق جثث أهل غزة، وعلى إيقاع التآمر على مصر، ورغم أن حركة حماس خرجت من رحم الجماعة العفن والعاق، إلا أنها تخلت عنها عندما وقعت فى فخاخ الموت والاندثار، بل وشاركت بكل قوة فى تبرئة القاتل، وتوجيه الاتهام صوب الوطن الذى تدعى أنه وطنها وأنها تريد أن تحكمه، وهو مصر!
ولا غرابة فى ذلك، فالجماعة - وكما ذكرنا من قبل وكررنا ونكررها لمنع دهسها تحت أقدام النسيان - أنشأها الاستعمار البريطانى مع شركة قناة السويس بهدف زرع قوى شريرة تعمل من خلاله على استنزاف وإرهاق مصر والمصريين بشكل مستمر، وتدعم استمراره ووجوده فوق التراب الوطنى المصرى.
ولم يقف المستعمر البريطانى عن حد تأسيس هذه الجماعة، وإنما ربطها بتنظيمات دولية إرهابية، لدعمها وتمويلها ومدها بكل اللوجستيات لتنفيذ مخططاتها الإرهابية والتآمرية، فظهر التنظيم الدولى العابر للدول، فى محاولة لاستنساخ قدرات وسيطرة الماسونية العالمية، واللوبى اليهودى، وتشابهت معهما فى الأهداف والأدبيات!
وصارت عاصمة الضباب مقرا رئيسيا لنشاطها حاليا، واحتضنتهم، فى دليل إضافى وقاطع على امتداد الحبل السرى بين الجماعة الخائنة، ومؤسسها التاريخى، مع العلم أن المراقب والمتابع لتاريخ هذه الجماعة يكتشف بسهولة ودون عناء التحليل، أن كل من احتضنها اكتوى بنارها حتى أمريكا وإنجلترا ذاتهما!