أوروبا بين الترحيب والقلق.. قمة ثلاثية تجمع زيلينسكى وترامب وبوتين.. قادة القارة العجوز يطالبون بضمانات صارمة لكييف.."صفقة القرن الجديدة" تثير مخاوف حول تجميد الصراع بدلا من إنهائه.. والطاقة أبرز التداعيات

الأحد، 17 أغسطس 2025 06:30 م
أوروبا بين الترحيب والقلق.. قمة ثلاثية تجمع زيلينسكى وترامب وبوتين.. قادة القارة العجوز يطالبون بضمانات صارمة لكييف.."صفقة القرن الجديدة" تثير مخاوف حول تجميد الصراع بدلا من إنهائه.. والطاقة أبرز التداعيات ترامب وبوتين فى الاسكا

فاطمة شوقى

مع تزايد ضغوط الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الاقتصادية والأمنية على القارة العجوز، تستعد أوروبا لمتابعة واحدة من أكثر القمم المرتقبة إثارة للجدل على الساحة الدولية: اجتماع ثلاثي سيجمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

هذه الخطوة، التي وصفتها بعض الدوائر بأنها قد تكون "صفقة القرن الجديدة"، تضع أوروبا أمام معادلة صعبة، بين الترحيب بأي مبادرة لوقف الحرب، والخشية من أن تُعقد التسويات الكبرى على حسابها وحساب كييف.

 

ترحيب أوروبي مشوب بالحذر

رحب قادة الاتحاد الأوروبي بتصريحات ترامب الأخيرة التي أكد فيها استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا ، لكن هذا الترحيب ترافق مع حذر واضح من نوايا موسكو، ومن إمكانية أن تتحول القمة إلى تفاهم ثنائي بين واشنطن وموسكو يتجاهل مصالح أوروبا.

وشددت كل من برلين وباريس ووارسو على أن "أي ضمانات أو اتفاقيات تخص أوكرانيا يجب أن تُبنى على تنسيق كامل مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو"، في إشارة واضحة إلى رفض ترك أوروبا على هامش التسويات.


وعقد قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مؤتمرا  عبر الفيديو لبحث سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعدما أبلغهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل القمة التي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.

مخاوف شرق أوروبا

وأبدت دول البلطيق وبولندا ورومانيا قلقًا بالغًا من سيناريو "تجميد الصراع" بدلًا من إنهائه، وهو ما قد يمنح روسيا وقتًا لإعادة تنظيم قواتها. هذه الدول تضغط من أجل أن تكون الضمانات الأمنية ملزمة ومكتوبة، مع إبقاء الباب مفتوحًا أمام مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

 

موقف موسكو

لم يرفض الكرملين القمة علنًا، لكنه أكد أن أي ترتيبات أمنية "يجب أن تراعي مصالح روسيا الاستراتيجية"، بما في ذلك مخاوفها من توسع الناتو.
ويرى محللون يرون أن موسكو تسعى لانتزاع اعتراف غير مباشر بمناطق نفوذها في شرق أوكرانيا، مقابل تهدئة مؤقتة قد لا تصمد طويلًا.

 

انعكاسات محتملة على الناتو

وتمثل القمة الثلاثية تمثل اختبارًا مباشرًا لحلف شمال الأطلسي. ففي حال نجحت في التوصل إلى تفاهم، ستطرح تساؤلات حول دور الناتو كضامن للأمن الأوروبي، وهل سيكون على الهامش أمام صفقات تُعقد بين القوى الكبرى؟
أما إذا فشلت القمة، فستتزايد الدعوات داخل الناتو لتعزيز وجوده العسكري على الحدود الشرقية، ما يعني تكاليف باهظة وتوترات ممتدة مع روسيا.


 

أمن الطاقة الأوروبي: البُعد الخفي

إلى جانب الملف العسكري، تراقب أوروبا أيضًا تداعيات القمة على أمن الطاقة،  فمنذ اندلاع الحرب، فقدت القارة جزءًا كبيرًا من اعتمادها على الغاز الروسي، واضطرت لتأمين بدائل من النرويج والولايات المتحدة.
ويرى خبراء أن أي اتفاق هدنة أو تسوية قد يفتح المجال أمام إعادة رسم خريطة إمدادات الطاقة، سواء عبر إعادة تشغيل خطوط جزئية، أو عبر تعزيز البدائل. وهو ما يجعل ملف الطاقة حاضرًا بقوة في الكواليس، حتى لو لم يُطرح علنًا على الطاولة.


 

سيناريوهات القمة

وهناك عدة سيناريوهات للقمة ، منها اتفاق مبدئى ، مع وقف إطلاق النار بضمانات أمريكية وأوروبية تمهيدا لمفاوضات حول الوضع النهائى . وأيضا تجميد الصراع: هدنة طويلة الأمد لا تحل جذور النزاع، لكنها توقف نزيف الحرب مؤقتًا. والسيناريو الذى يثير القلق هو الفشل : في حال تعنت الأطراف، قد تخرج القمة دون نتائج، ما يعمق المخاوف الأوروبية.


 

ماذا بعد القمة؟

بغض النظر عن نتائج القمة، يتوقع محللون أن تشهد أوروبا نقاشًا داخليًا واسعًا حول موقعها في التسويات الدولية.
في حال تحقق تقدم ملموس، قد تسعى بروكسل لتثبيت دورها كشريك رئيسي في متابعة أي اتفاق، خصوصًا في ملفات إعادة الإعمار وضمانات الأمن.
أما في حال فشل القمة، فستتجه العواصم الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية وزيادة إنفاقها العسكري، مع الدفع نحو توسيع دور الناتو في شرق القارة.
 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة