من الإمبراطور البيزنطى الذى أعمى 15 ألف جندي؟

السبت، 16 أغسطس 2025 11:00 م
من الإمبراطور البيزنطى الذى أعمى 15 ألف جندي؟ باسيل

كتبت بسنت جميل

هناك قصص قليلة من أوروبا في العصور الوسطى صادمة ومرعبة مثل حادثة إعدام نحو 15 ألف جندي بلغارى بشكل جماعي على يد الإمبراطور البيزنطي "باسيل الثانى".

أعيد سرد هذه الحكاية لأكثر من ألف عام، وقد أكسبت  باسيليوس لقب " قاتل البلغار " سيء السمعة، والسؤال، هل وقع الحدث بالضبط كما روته السجلات التاريخية؟

في 29 يوليو 1014، خاضت القوات البيزنطية بقيادة باسيليوس نفسه معركة ضد جيش القيصر صموئيل البلغاري قرب ممر كليديون الجبلي، وهي منطقة متنازع عليها بين البلغار والبيزنطيين تقع في المنطقة الحدودية الحالية بين بلغاريا واليونان، وفقا لما ذكره موقع جريك ريبوت.

بعد سنوات من القتال، حقق البيزنطيون النصر أخيرًا، وكانت النتيجة نصرًا حاسمًا للبيزنطيين، حيث وقع آلاف وآلاف الجنود البلغار أسرى حرب.

ثم جاء قرار باسيل المروع، الذي سيخلد تاريخ البلقان في العصور الوسطى إلى الأبد.

ووفقًا لمؤرخين بيزنطيين لاحقين، مثل جون سكيليتزيس، أمر الإمبراطور باسيل الثاني بعقوبة قاسية لكنها محسوبة بدقة: إعماء الجنود البلغار الأسرى بشكل جماعي، والأمر الذي يجعل هذه القصة مروعة وقاسية بشكل خاص هو أن رجلاً من كل مئة رجلاً نجا من فقدان عين واحدة ليتمكن من إرشاد بقية الرجال المكفوفين إلى عاصمتهم .

لا بد أن الأمر كان إهانة مريعة للبلغار، الذين اضطروا لقطع رحلة العودة الطويلة والمخزية إلى البلاط البلغارى، وحسب المؤرخين، فإن القيصر صموئيل ، عندما واجه الواقع المريع لعودة قواته، كان منهكا للغاية لدرجة أنه انهار بسكتة دماغية وتوفي بعد يومين فقط.

كانت رسالة القسطنطينية واضحة للغاية للبلغار الذين تجرأوا على التشكيك في السلطة في المنطقة: إن تحدي بيزنطة سيؤدي إلى عواقب وخيمة. كان هذا عقابًا تحمله الجنود، لكن الأمة البلغارية شعرت به عميقا، كان عملًا مدروسا بعناية يهدف إلى تحطيم معنويات البلغاريين وإحباط عزيمتهم على مواصلة القتال ضد البيزنطيين.

بعد هذا الحدث، بدأت الدولة البلغارية بالتفكك، وفي غضون سنوات قليلة، اندمجت بلغاريا بالكامل في الإمبراطورية البيزنطية، عزز هذا الانتصار سيطرة القسطنطينية  على البلقان، إذ ترك ندبة عميقة في الذاكرة الإقليمية، ندبة قد يراها البعض بداية قرون من التنافس بين اليونانيين والبلغار على النفوذ في جنوب شرق أوروبا.

الذين يعتقدون أن الأرقام مبالغ فيها

اليوم، ينظر بعض المؤرخين إلى هذا الحدث بعين الريبة. فالروايات التي بين أيدينا كتبت بعد قرن من وقوعه، ورغم أن التعمية الجماعية كانت عقوبة حربية معروفة آنذاك، إلا أن العدد الهائل الذي بلغ 15 ألفًا يبدو أقرب إلى الدعاية منه إلى الحقيقة.

سواء كان الرقم 15 ألفًا دقيقًا أم لا، فإن الحدث نفسه موثق جيدًا، وكانت عواقبه المدمرة على الأمة البلغارية محسوسة لعدة قرون.

يذكر باسيل الثاني اليوم في بلغاريا كعدو عنيف، بينما لا يزال يُخلّد ذكراه في اليونان كبطل. ولا تزال شوارع كثيرة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة أثينا، تحمل اسمه: باسيليوس قاتل بلغاريا.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب