بمؤتمر الإفتاء العالمي..

محمد عبد السلام أبو خزيم يقدم دراسة عن التحليل الرباعى للحالة الراهنة لتوظيف الذكاء الاصطناعى فى صناعة الفتوى

السبت، 16 أغسطس 2025 01:29 م
محمد عبد السلام أبو خزيم يقدم دراسة عن التحليل الرباعى للحالة الراهنة لتوظيف الذكاء الاصطناعى فى صناعة الفتوى الدكتور محمد عبد السلام

أحمد إبراهيم الشريف

قدم الدكتور محمد عبد السلام أبو خزيم، أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة عين شمس، وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة فى بحثه (أهمية الإفتاء المؤسسى فى عصر الذكاء الاصطناعي: واقع الحال، واستشراف المآل)، دراسة عن التحليل الرباعى للحالة الراهنة لتوظيف الذكاء الاصطناعى فى صناعة الفتوى، من خلال استعراض التجارب الحالية التى تقوم بها المؤسسات الإفتائية، وأبرزها نماذج النظم الخبيرة، ونماذج الروبوتات.

جاء ذلك خلال الجلسة العلمية الرابعة عن الذكاء الاصطناعى وتطوير العمل المؤسسى الإفتائى بمؤتمر الإفتاء العالمى (صناعة المفتى الرشيد فى عصر الذكاء الاصطناعي) الذي عقد فى القاهرة أغسطس 2025.


وذكر الدكتور محمد عبد السلام، أن من نقاط القوة القدرة على تصنيف الفتاوى والأحكام الشرعية وفقا للمواضيع الفقهية والفقهاء والمراجع، وبذلك يمكن للباحثين عن فتاوى محددة أو أحكام شرعية أن يجدوا المعلومات بسهولة ويسر، ويتصفحوا المراجع المعتبرة بشكل فعال، وتمكين الفتوى من زيادة الوصول والانتشار، وإمكانية معرفة رأى جمهور الفقهاء، والوقوف على الآراء الاجتهادية؛ مما من شأنه أن يكون سببا فى سعة الأقوال فى الفتوى، وإمكانية معرفة معتمدات المذاهب، وغير ذلك من الإفادات التى تقلل من هامش الخلاف الفقهي.
وأن من نقاط الضعف القصور فى تصور القضايا المستفتى فيها، وذلك بالافتقار إلى معرفة التفاصيل الدقيقة المرتبطة بالمسألة موضوع الفتوى، ومن ثم يطلب الذكاء الاصطناعى فى عدد من الفتاوى أن يراجع السائل أهل العلم والمفتين، لا سيما فى الحالات الخاصة التى تحتاج إلى الوقوف على تفاصيل المسألة المستفتى عنها، مما يدل على هذا القصور، ووجود بعض المواقع التى تقوم باستصدار الفتاوى الشاذة أو التى تخالف ما عليه إجماع المذاهب، وعدم مراعاة القواعد الأصولية فى الفتوى، فقد يخلط الذكاء الاصطناعى بين أصول المذاهب، فيترتب على هذا الخلط اضطراب فى الفتوى، ومنها عدم مراعاة متغيرات الفتوى، زمانا ومكانا، حالا ومآلا؛ لأن تحقيق مناطات القضايا المسؤول عنها لا يتحقق فى كثير من الأحيان إلا من خلال الاتصال المباشر بين المفتى والمستفتي، وهو ما يتعذر فى بعض تجارب الفتوى التى تستند إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي.


وذكر سيادته أن من الفرص المتاحة إمكانية الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تقديم إجابات شرعية سريعة ودقيقة للمستخدمين والسائلين من خلال العمل على تحليل ومعالجة الكم الهائل من المعلومات الشرعية المتاحة فى الكتب والمقالات والفتاوى السابقة، وفى تحسين الأداء والعملية الإنتاجية الإفتائية، والإسهام فى توسيع نطاق الفتوى وتشعب موضوعاتها ومجالاتها والقضايا التى ترتبط بها، لتضم عددًا كبيرًا من الأحداث والقضايا الجديدة داخل المجتمعات، وكشف علاقتها بالفتوى وكيفية التعامل معها.


وأن من التهديدات المحتملة الانفصال الفكرى نتيجة غياب التفاعل بين المفتى والمستفتي، وتعرض تلك الآلات للاختراق من لدن أصحاب الرؤى غير المنضبطة والتنظيمات المتطرفة، وتأثر بعض التقنيات بحجم الدعم لنشر المعلومات؛ مما من شأنه أن يجعل البرنامج يقرر أن ينتصر لرأى معين، ليس لكونه صوابا أو موافقا للحق، ولكن لأنه أكثر انتشارا وترددا على مواقع الإنترنت وفى قواعد البيانات.


وأكد الدكتور محمد أبو خزيم أن الإفتاء المؤسسى فى عصر الذكاء الاصطناعى بات ضرورة ملحة؛ وذلك لتعظيم جوانب القوة، واستثمار الفرص، ولمعالجة جوانب الضعف، ومواجهة التحديات، وأن الإفتاء المؤسسى هو وحده القادر على التعاطى مع كثير من التساؤلات المتداخلة والإشكاليات المتشابكة؛ للبحث عن حلول وإجابات لها، بأسلوب منهجى رشيد.
وأوضح أهمية الدور الريادى الذى تقوم به المؤسسات الإفتائية فى التفاعل مع مستجدات العصر والتقنيات المتطورة، والحاجة إلى إطلاق تقنيات ذكية، قادرة على التفاعل مع القضايا المستجدة، عبر مؤسسات إفتائية، تحفظ للفتوى موثوقيتها العلمية، ومرجعيتها الشرعية، ومصداقيتها الأخلاقية.
وفى نهاية بحثه أوصى الدكتور محمد أبو خزيم بأن التوظيف الأمثل للذكاء الاصطناعى فى صناعة الفتوى هو أن يكون أداة مساعدة للإفتاء المؤسسي؛ لأنه يظل بحاجة إلى التدخل البشري، والإشراف المباشر من المؤسسات الإفتائية، مع الالتزام بالقواعد الأخلاقية والتشريعية التى ينبغى استصحابها فى التعاطى مع هذا التوظيف.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة