رحل عن عالمنا أمس الروائى الكبير صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز 88 عاما، تاركًا وراءه مكتبة من النصوص التي ستظل حية، تمامًا كما ستظل رواية "نسب" آخر أثر فى ذاكرة قراءته، شاهدة على شغفه بالمعرفة حتى اللحظة الأخيرة.
كان للروائى الكبير صنع الله إبراهيم عدد كبير من المؤلفات ولكن ما الأقرب إلى نفسه؟ هذا ما كشفه لنا ذات يوم عبر أحد حواراته السابقة مع اليوم السابع حيث قال آنذاك الروائى الكبير صنع الله إبراهيم إن أقرب أعماله إلى نفسه هي "التلصص وأمريكانلى وشرف"، مؤكدًا أن كل واحدة لها ظروفها وكلها جزء منى.
وأضاف صنع الله إبراهيم: "بالمناسبة اشتركت مع مخرج مصرى مقيم بألمانيا فى كتابة فيلم سينمائى عن رواية شرف، وقدرنا نجيب منتج، واتفقنا مع محمد حفظى، ولكن انسحبت الشركة المنتجة فى آخر لحظة".
سيرة صنع الله إبراهيم
ويعد الأديب الراحل صنع الله إبراهيم أحد أبرز رواد الأدب فى مصر، كما أنه علامة من علامات الأدب المصرى، وله مجموعة متنوعة من الأعمال المميزة، ودخلت بعضها فى قائمة أفضل مائة رواية عربية.
ولد صنع الله إبراهيم فى القاهرة عام 1937م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته، فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية فى التكوين منذ الصِّغَر.
درس صنع الله إبراهيم الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة وانتمى للمُنظَّمة الشيوعية المصرية "حدتو"، فاعتُقِل عام 1959م وظل في السجن خمسَ سنوات حتى عام 1964م.
بعد خروجه من السجن اشتغل في الصحافة لدى وكالة الأنباء المصرية عام 1967م، ثم عمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام 1968م، حتى عام 1971م، وبعدها اتَّجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، والعمل على صناعة الأفلام ثم عاد إلى القاهرة عام 1974م في عهد الرئيس السادات، وتَفرَّغ للكتابة الحُرة كليًّا عام 1975م.