رحل عن عالمنا صباح أمس الأديب الكبير صنع الله إبراهيم أحد أبرز رواد الأدب فى مصر، حيث يعد علامة من علامات الأدب المصرى، وأحد أعمدة الرواية المصرية والعربية، عن عمر ناهز 88 عاما، إثر إصابته بالتهاب رئوى، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا ثريًا امتد لعقود، وكانت بدايته مع عالم الأدب فى عام 1967 بروايته الأولى "تلك الرائحة" والتى تحدث عنها الأديب الكبير يوسف إدريس.
كتب صنع الله إبراهيم روايته الأولى تلك الرائحة، التى صدرت عام 1967 بعد خروجه من المعتقل، والتى قدّم لها الكاتب الكبير يوسف إدريس بكلمات خلدت العمل ومبدعه، حيث كتب إدريس حينها: "إن تلك الرائحة ليست مجرد قصة، ولكنها ثورة، وأولها ثورة فنان على نفسه، وهى ليست نهاية، ولكنها بداية أصيلة لموهبة أصيلة".
ومما قاله يوسف إدريس في المقدمة: إننى شديد الاعتزاز بصنع الله إبراهيم الفنان وسعيد حقيقة، وأنا أحس أنه آن الأوان لتقرأه الحركة الفنية والأدبية فى كتاب كامل فى قصة من أجمل ما قرأت باللغة العربية خلال السنوات القليلة الماضية.
ويضيف يوسف إدريس أن تلك الرائحة ليست مجرد قصة ولكنها ثورة وأولها ثورة فنان على نفسه، وهى ليست نهاية، ولكنها بداية أصيلة، بداية فيها كل ميزات البداية، ولكنها تخلو من عيوب البدايات لأنها أيضا موهبة ناضجة.
هكذا مهّد عميد القصة القصيرة المصرية الطريق أمام صوت جديد فى الأدب، خرج من السجن لا لينكفئ، بل ليكتب ويثور من جديد، كانت تلك الرائحة، وهى نوفيللا قصيرة لا تتجاوز 60 صفحة، بمثابة إعلان ميلاد كاتب مختلف، زاوج بين التجريب الفني والهم السياسي، في نص شديد التكثيف والحساسية، يتجاوز حدود السرد إلى طرح أسئلة وجودية ووطنية شائكة.
وقد أثار العمل وقت صدوره جدلًا واسعًا بسبب لغته المباشرة والحميمية، ونظرته القلقة إلى الواقع بعد الهزيمة والانكسار، كما مثل تحديًا للقوالب التقليدية في كتابة الرواية العربية.