تحل اليوم ذكرى رحيل إبراهيم عبد القادر المازنى الذى كون مع عباس العقاد وعبد الرحمن شكرى واحدة من أكثر المدارس الأدبية شهرة في القرن العشرين وهى مدرسة الديوان، فكيف رأى محمود السعدنى المازني.
يقول محمود السعدنى في كتاب الظرفاء: "المازني الضاحك خير مَن يقول النكتة، حتى ولو كانت على نفسه فهو الذي أطلق على نفسه وعلى الأستاذ العقاد رقم 10 فالعقاد طويل، مُفرط في الطول كرقم واحد، والمازني قصير مثل الصفر".
ويضيف: "ثلاثة فرسان ظهروا في عالَم الأدب في مرحلة دقيقة خطيرة مرحلة انتقال من عصر يُقلِّد ويحاكي ويتمسك بالإطار القديم دون الموضوع؛ لأن الموضوع لم يكن له وجود في أدب المدرسة الاتباعية، ثم جاء الفرسان الثلاثة في هذه المرحلة الخطيرة التي أخذ الأدب فيها ينسلخ من أردِيَته القديمة، إلى عالم جديد يهتم بالمضمون ويُعنَى بالتعبير عن النفسية الفردية، والنفسية الجماعية على السواء وكان الفرسان الثلاثة هم: عبد الرحمن شكري، وعباس العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني."
حياة صحفي
وعاش المازني حياته يكتب ويؤلف ويترجم ويشتغل بالصحافة، وكان المازني قبل ذلك يعمل مدرسًا ثم ناظرًا لمدرسة ثانوية حتى قامت الثورة المصرية عام 1919، فنزل المازني إلى الميدان بقلمه، يكتب كل يوم مقالًا من نار في صحيفة الأخبار مع الأستاذ أمين الرافعي، وعندما توقفت «الأخبار» عن الصدور عام 1925، وقف المازني حياته على الكتابة والتأليف والاشتغال بالصحافة حتى مات في أغسطس عام 1949.
وحياة أديب
وبين أغسطس عام 1890، وهي السَّنة التي وُلد فيها المازني، وأغسطس عام 1949 عاش المازني حياة ثائرة قلقة شديدة التأثر والانفعال وكان المازني ساخرًا بالأوضاع، ساخرًا بالقيم المتحجِّرة التي صنعها بعض البشر.
ومن خلال هذه السخرية، وُلد أدب المازني الخالد.. خالد لأن أدبه كان مصريًّا، فيه بساطة المصرى ومرحه وإيمانه الشديد بالقضاء والقدر.
وهذه النقطة بالذات الإيمان الشديد بالقضاء والقدر أخذها الكثيرون على المازني، وهاجموه طويلًا ورموه باليأس، ولكن هؤلاء المهاجمين نسوا أو تناسوا أن المازني كان أصدق أدباء العصر الذي عاش فيه.