حين واجه الأبطال اللهب.. حريق سنترال رمسيس يكشف تطور أجهزة الحماية المدنية وكفاءة التدريب.. احترافية شديدة في التحرك وسط النيران.. معدات متطورة للتعامل مع الحرارة المرتفعة.. وسكان المنطقة: ما شفناش شجاعة زى دى

الأربعاء، 09 يوليو 2025 06:00 م
حين واجه الأبطال اللهب.. حريق سنترال رمسيس يكشف تطور أجهزة الحماية المدنية وكفاءة التدريب.. احترافية شديدة في التحرك وسط النيران.. معدات متطورة للتعامل مع الحرارة المرتفعة.. وسكان المنطقة: ما شفناش شجاعة زى دى حريق سنترال رمسيس

كتب محمود عبد الراضي

وسط دخان كثيف ولهب متصاعد، وقفت قلوب ملايين المصريين تتابع ما يحدث في قلب العاصمة، حريق ضخم شبّ في سنترال رمسيس، أحد أبرز المباني الحيوية وسط القاهرة، ليسفر عن مشهد مأساوي فقدنا فيه أربعة أرواح، وأصيب اثنان وثلاثون آخرون بإصابات متفاوتة.

لكن وسط هذا المشهد المؤلم، برزت صور البطولة والتفاني من جانب رجال الحماية المدنية، الذين تحولوا إلى أبطال حقيقيين في عيون الناس.

رجال لم يعرفوا التراجع، ولم تردعهم ألسنة اللهب داخل المبنى، بل مضوا بثبات نحو قلب الخطر، مدفوعين بشعورهم بالمسؤولية، وبإيمانهم العميق بأن حياة كل مواطن هي أمانة في أعناقهم.

المشهد لم يكن فقط مواجهة مع النار، بل كان مواجهة إنسانية مع الخوف، مع الألم، مع محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تداول المصريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا مؤثرة لرجال الحماية المدنية وهم يخوضون المعركة ضد النيران، يظهرون فيها وقد غطت وجوههم آثار الدخان، وأيديهم لا تتوقف عن العمل، يحملون المصابين، يهدئون من روع السكان، ويطمئنون الأطفال والنساء.

ليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها رجال الحماية المدنية بهذا المستوى من الشجاعة، لكن ما لفت الأنظار هذه المرة هو التحديث الكبير الذي طرأ على معداتهم.

فقد ظهرت في ساحة العمليات أجهزة متطورة للسيطرة على الحريق، وخراطيم أكثر قوة، وبدل واقية مصممة لتحمّل درجات الحرارة المرتفعة.

كان ذلك دليلا واضحا على أن التدريب لم يعد فقط نظريًا، بل بات عمليًا وميدانيًا ومحسوسًا في كل خطوة يقوم بها هؤلاء الأبطال.

اللواء الدكتور علاء عبد المجيد، الخبير الأمني، علّق على الحادث بقوله إن ما حدث في حريق سنترال رمسيس هو ترجمة حقيقية لتطور أداء قطاع الحماية المدنية.

وأضاف لـ"اليوم السابع": نحن أمام تغيير حقيقي، ليس فقط في المعدات، بل في الكفاءة البشرية، أصبح لدى رجال الإطفاء القدرة على التعامل مع أصعب أنواع الحرائق، حتى تلك التي تندلع في أماكن مرتفعة ومعقدة التركيب".

ورغم الفقدان المؤلم لأربعة مواطنين، يرى كثيرون أن التدخل السريع والشجاع من الحماية المدنية ساهم في تقليص عدد الضحايا، ومنع تحول الحريق إلى كارثة أكبر كان يمكن أن تبتلع مبانٍ مجاورة وتعرض حياة العشرات للخطر.

شعار "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا" لم يعد مجرد عبارة تزين جدران الإدارة العامة للحماية المدنية، بل تجسّد بكل معانيه في قلب الحريق، فمن تحت اللهب والدخان، خرجت قصص إنسانية لرجال قاتلوا بكل ما أوتوا من قوة، دون أن يفكروا في أنفسهم، فقط لأجل أن يحيا الآخرون.

وفي حديث سريع مع أحد سكان المنطقة، قال: "ما شفتش شجاعة زي دي من زمان، دول ناس فعلا يستحقوا الاحترام، كانوا بيجرو على النيران، مش بيهربوا منها، أنقذونا، وساعدونا حتى بعد ما الحريق خلص".

ومع انتهاء الحريق وعودة الهدوء النسبي، لا تزال المشاعر متأججة، الحزن على من فقدناهم لا يزال حاضرًا، لكن إلى جواره هناك شعور بالامتنان العميق، برجال لا يعرفون التراجع، كانوا وما زالوا في الصفوف الأولى، جاهزين دومًا لتلبية النداء.

إن حريق سنترال رمسيس لم يكن مجرد حادث عرضي، بل كان اختبارًا حقيقيًا لمدى جاهزية أجهزة الدولة، خاصة الحماية المدنية، وقد نجحوا، ليس فقط في احتواء الحريق، بل في كسب ثقة الناس، وتعزيز شعورهم بالأمان في لحظة كادت أن تكون كارثية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب