العثور على رضيع من العصر النحاسى ببئر فى إيطاليا.. أسنانه تكشف أسراره

الثلاثاء، 08 يوليو 2025 06:00 م
العثور على رضيع من العصر النحاسى ببئر فى إيطاليا.. أسنانه تكشف أسراره بقايا رضيع غامض

كتبت ميرفت رشاد

فى حفرة قرب مدينة فاينسا الإيطالية، قرب رافينا، عثر علماء الآثار على بقايا رضيع عاش خلال العصر النحاسى، أى منذ ما يقارب 4000 إلى 5000 عام، وما أثار الدهشة ليس الاكتشاف نفسه فحسب، بل تمكن العلماء، رغم تدهور عظامه، من إعادة بناء تفاصيل عن حياته القصيرة وصحته، وحتى نسبه من جهة الأم.

اكتُشفت بقايا الطفل أثناء أعمال التنقيب الأثرية التى سبقت أعمال البناء، كان الهيكل العظمى فى حالة سيئة للغاية، إذ لم يبقَ منه سوى عدد قليل من تيجان الأسنان وشظايا عظام صغيرة، وفقا لما نشره موقع labrujulaverde.

ويوضح الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة العلوم الأثرية أن تدهور بقايا العظام مشكلة شائعة فى علم الآثار، خاصةً لدى الأطفال، نظرًا لهشاشة عظامهم.

للوهلة الأولى، لم تبدو هذه البقايا وكأنها تقدم الكثير من المعلومات، لكن فريق العلماء بقيادة أوين ألكسندر هيجينز وفرانشيسكو فونتاني من جامعة بولونيا قرر تطبيق مجموعة من التقنيات المتقدمة لاستخراج أكبر قدر ممكن من المعلومات.

بفضل مقاومتها العالية لعوامل الزمن، أصبحت الأسنان مفتاحًا لحل اللغز، حلل الباحثون سنّين، ضرس لبني وضرس دائم كان لا يزال فى طور النمو عند وفاة الطفل.

باستخدام التحليل المجهرى، تمكنوا من حساب "خطوط النمو" فى مينا الأسنان، والتى تشبه حلقات الأشجار، مما سمح لهم بحساب عمر الطفل عند الوفاة بدقة، والذى كان حوالى 17 شهرًا .

وعلى الرغم من محدودية حفظ العناصر الهيكلية، إلا أن التطبيق المشترك لتقنيات علم الإنسان الحيوى المتقدمة أظهر الإمكانات المعلوماتية الكامنة حتى فى بعض العناصر التشريحية المحفوظة، وفقًا للدراسة.

ولم يجدوا أى علامات للتوتر أو أمراض خطيرة فى الأسنان، مما يشير إلى أن الطفل والأم تمتعا بصحة جيدة نسبيا خلال فترة الحمل والأشهر القليلة الأولى من الحياة.

كان تحديد جنس المولود من أكبر التحديات، إذ لم تكن العظام محفوظة جيدًا بما يكفي للتحليل التقليدي، فحص العلماء جزءًا من مينا الأسنان، ووجدوا ببتيدًا محددًا موجودًا فقط لدى الذكور، مما أكد أنه ذكر .

على الرغم من أن شظايا العظام بالكاد حافظت على أي حمض نووي، تمكن الباحثون من إعادة بناء الجينوم الميتوكوندريا للطفل (الموروث من خلال الخط الأمومي) بالكامل تقريبًا، واكتشفوا أن الطفل ينتمي إلى مجموعة هابلوجروب نادرة فى إيطاليا فى العصر النحاسي، مرتبطة بمجموعات السامى فى شمال أوروبا والسكان من ساحل كانتابريا في شبه الجزيرة الأيبيرية.

من المحتمل أن عائلة الطفل من جهة الأم جاءت من أماكن بعيدة جدًا، مع أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد ذلك، يشير هذا إلى تنقلات أو هجرة واسعة النطاق على مدى آلاف السنين، ويروي قصة روابط ثقافية في أوروبا ما قبل التاريخ.

بقايا رضيع غامض
بقايا رضيع غامض



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة