قصة السينما.. العزيمة أهم فيلم مصري في الثلاثينيات

الإثنين، 07 يوليو 2025 07:00 ص
قصة السينما.. العزيمة أهم فيلم مصري في الثلاثينيات فيلم العزيمة

أحمد إبراهيم الشريف

يعد فيلم العزيمة من إخراج كمال سليم أهم فيلم مصر أنتج في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو من إخراج كمال سليم، فما الذي يقوله عنه سعد الدين توفيق في كتابه "قصة السينما" الصادر عن دار الهلال سن 1969:

العزيمة


أما أهم فيلم مصرى ظهر فى هذه المرحلة فهو فيلم "العزيمة" الذى كتب قصته وأخرجه کمال سليم، ويعتبر هذا الفيلم مرحلة انتقال مهمة فى تاريخ السينما إذ قدم للشاشة تجربة جديدة هى الواقعية المصرية.

وكان اسمه الأصلى "فى الحارة" إلا أن رؤساء ستوديو مصر لم يوافقوا على هذا الاسم لأنهم لم يستطيعوا أن يتصوروا إمكان نجاح فيلم تجرى حوادثه فى حارة، وكانت الأفلام فى ذلك الحين تجرى حوادثها فى القصور وشخصياتها عادة من أبناء الطبقة "الراقية"!
وكان كمال سليم هو أول فنان تقدمى يعمل فى ميدان السينما المصرية، ولذلك جاء فيلمه "العزيمة" وثيقة على جانب كبير من الأهمية، ولسوء الحظ أن كمال سليم لم يعش طويلا، فقد مات فى سنة ١٩٤٤ وكان فى الثلاثين من عمره تقريبا، ولو أن العمر امتد بهذه الموهبة الواعية لأثرت الشاشة بأعمال أخرى كثيرة رفيعة المستوى.
ولكى ندرك أهمية هذه التجربة الفنية ينبغى أن نلاحظ الظروف السياسية والاجتماعية فى بلادنا فى ذلك الحين فقد بدأ العمل فى "العزيمة" فى سنة ۱۹۳۸، وعرض فى سنة ١٩٣٩، أى فى عهد الملكية والاحتلال الإنجليزى والأحزاب السياسية والإقطاع.

العزيمة
العزيمة


وينبغى أن نلاحظ أيضا أن كمال سليم فنان ثقف نفسه بنفسه، كان واسع الاطلاع إلى درجة تلفت النظر، وكان يجيد اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية إجادة تامة، وكان يقرأ منها بنهم شديد، ولذلك كان يبدو عملاقا بين السينمائيين.
ولكننا عندما نعيد الآن النظر فى فيلم "العزيمة" فإننا نعيب عليه النهاية التى حل بها المؤلف مشكلة بطل القصة، إذ نجد أن الإنقاذ جاء على يدى باشا رأسمالی! ولعل هذه النتيجة غير المنطقية تحيرنا فتجعلنا نتساءل:
كيف اختارها هذا الفنان التقدمي، علما بأنه هو مؤلف القصة وكاتب السيناريو ومخرج الفيلم؟ .. ألم يكن من الأفضل أن نرى بطل القصة الشاب الفقير المتعلم، الذى آثر العمل الحر على قيود الوظيفة الحكومية، يواصل كفاحه حتى يحقق النصر بيديه هو؟ .. فيم إذن يختلف هذا الفيلم عن الأفلام الأخرى التى تلجأ إلى القدر والمصادفة والحظ وورقة اليانصيب التى تربح البريمو كحلول المشكلات أبطالها الشبان الفقراء المكافحين؟! ..
إلا أن هذا العيب لا يقلل من أهمية فيلم "العزيمة" كتجربة فنية سبقت عصرها بسنوات عديدة، وظهرت كنبات غير طبيعي، من ناحية التكنيك، لا نستطيع تصور ظهوره فى تربة الفن المصرى فى أواخر الثلاثينات.

وتدور حوادث القصة فى حارة بحى شعبى فى القاهرة وبطل القصة محمد أفندی حنفی (حسين صدقى) هو الشاب المتعلم الوحيد فى هذه الحارة فقد كانت أمنية أبيه الأسطى حنفى عمر وصفى - وهو حلاق فى الحارة - أن يعلم ابنه محمد إلى أن يتم تعليمه الجامعى ويصبح موظفا حكوميا بل أول موظف فى الحارة كلها، وكانت الوظيفة الحكومية هى أكبر أمل يتطلع إليه الشاب المصرى لأنها تضمن له دخلا شهريا طيبا طول حياته حتى بعد أن يحال إلى المعاش، ولكن إيراد دكان الحلاقة لا يمكن الأب من الإنفاق على تعليم ابنه فى الجامعة فيقترض على أمل أن ابنه بعد أن يتخرج سيتمكن من تسديد الدين، ولكن محمد كان يفكر فى شيء آخر. فهو لا يريد أن يصبح موظفا حكوميا كان أمله أن يمارس العمل الحر.
وكان محمد يحب جارته فاطمة (فاطمة رشدى) ابنة المعلم عاشور (حسن كامل)  صاحب الفرن. وكانت فاطمة تبادله حبا بحب. وتنتظر اليوم الذى سيتخرج فيه محمد، لكى ينال وظيفة ثم يطلب يدها.
ونجح محمد فى الامتحان وراح يستعد لتحقيق أمله، وهو إنشاء مكتب للاستيراد والتصدير، وظل عدة أسابيع يعمل بنشاط ويتصل بالشركات والمصانع والمتاجر، وكان قد اتفق مع زميله فى الكلية عدلى نزيه (أنور وجدى) الذى لم يتم دراسته على أن يشتركا معا فى إنشاء المكتب وادارته معا، وقد سر نزيه باشا (زکی رستم) لأن ابنه الهلاس اللعبى سيتحول إلى شاب جاد، فبارك الفكرة وشجع محمد حنفى على العمل، وترك مبلغا من المال مع ابنه عدلى لتغطية نفقات المشروع ثم سافر إلى الخارج لعدة أشهر.

وعندما أتم محمد إعداد المشروع اتصل بزميله عدلی الذى لم يكن جادا فى هذا الأمر، وأخذ عدلى يراوغ ثم اعترف لمحمد أنه بدد النقود التى تركها أبوه قبل سفره لتنفيذ المشروع. وكانت هذه صدمة شديدة لمحمد لأن والده عجز عن تسديد القروض التى كان قد أخذها لكى يتم تعليم ابنه، وكان الدائنون قد وقعوا حجزا على دكان الأسطى حنفى، وحل يوم بيع أثاث الدكان بالمزاد العلنى إلا وكان أبناء الحارة يعطفون على الأسطى حنفى إلا المعلم العتر الجزار (عبد العزيز خليل) كان مبتهجا بإفلاس جاره لأن محمد كان ينافسه فى حب فاطمة، وكان المعلم يطمع فى زواج فاطمة، إلا أن فاطمة كانت تكرهه وتفضل عليه الشاب المتعلم الوسيم محمد، وفى الوقت المحدد للبيع بالمزاد العلنى، بادر الحاج روحى الحانوتى  (مختار عثمان) صديق الأسطى حنفى وجاره إلى تسديد الدين المطلوب من مبلغ حصل عليه من تشييع جنازة أحد الأثرياء، وتوقف البيع بالمزاد.

فيلم العزيمة
فيلم العزيمة


وعاد نزيه باشا من رحلته، فاتصل بمحمد ليعرف ماذا تم فى مشروعه. فذهب محمد إليه وأطلعه على المشروع الذى لم ينفذ بسبب عدم جدية ابنه عدلى، فثار الباشا على ابنه المدلل وطرده من بيته، وفى الوقت نفسه أوصى صديقا له بإلحاق محمد بوظيفة فى شركة للمقاولات.
وعندما تسلم محمد وظيفته تزوج فاطمة، ولكن حدث أن ضاع ملف مهم كان فى عهدة محمد، وتسبب ضياع الملف فى خسارة للشركة، فأصدر مدير البنك قراره بفصل محمد من وظيفته، ولكن محمد أفندى أخفى على زوجته هذا الموضوع، والتحق بالعمل فى متجر كعامل يلف البضاعة.
واكتشف المعلم العتر أن محمد ليس موظفا، فسعى لدى بعض فتيات الحارة لكى يبلغن فاطمة وعندما اكتشفت فاطمة هذا الأمر غضبت لأن محمد خدعها وطالبته - تحت إلحاح والدتها - بالطلاق. ولم يجد محمد بدأ من تنفيذ رغبتها وطلقها.

وهنا ذهب المعلم العتر وخطب فاطمة على أن يتزوجها عندما تنتهى العدة، واكتشفت الشركة أن الملف المفقود كان قد أرسل خطأ إلى الأرشيف. فقرر المدير إعادة محمد إلى وظيفته، وفى الشركة التقى محمد بزميله القديم عدلى الذى تحول إلى شخص آخر وأصبح موظفا نشيطا جادا، فاتفق مع محمد على أن يحققا مشروعهما، وافتتحا معا مكتبا للاستيراد والتصدير، ونجحا فى عملهما.
وذهبت فاطمة إلى المكتب لتعتذر لمطلقها وترجوه أن يصفح عنها، ولكنه قابلها مقابلة جافة، وتألم عدلى وعاتب صديقه محمد على تصرفه القاسى، خصوصا أن محمد كان لا يزال يحب فاطمة، فعدل محمد عن رأيه وقرر أن يعيد فاطمة إليه، لكنه عندما ذهب إلى بيتها اكتشف أن المعلم العتر كان قد أحضر المأذون ليعقد قرانه على فاطمة، وكان هذا الإجراء باطلا لأن موعد العدة لم ينته، ودارت معركة بين محمد وأنصاره من أهل الحارة، وبين المعلم العتر وأصدقائه. وانتهت المعركة بفوز محمد، وعودة فاطمة إليه.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة