بالعقل ، بالمنطق ، بالإنصاف ، وبالأرقام .. أقف أمام ما أنجزته مصر طيلة الـ ( ١٢ ) عاماً الماضية ، أظل أستعيد صورة مصر التي عايشتها فى الفترة بين ( ٢٥ يناير ٢٠١١ حتي ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ) ، وأُقارنها بمصر الآن ، أضع الفترة الأولي فى كفة وأضع ( ١٢ ) عاماً من الجِد والإجتهاد والصبر والجَلَد والعمل والتفاني فى كفة أخري .. إن مصر الآن _ جمهورية جديدة _ قادرة علي مواجهة التحديات وحققت مشروعات قومية يعجز اللسان عن وصفها من كثرتها ، أنجزت مصر الكثير والكثير من المشروعات لينعم بها الأجيال الشابة
.. منذ ( يونيه ٢٠١٤ ) كان ملف ( خطة التنمية الشاملة ) مُجرد ملف كبير فى دوسيهات فخمة مركون فى أدراج الحكومة ، لا يجد من يُنفذه ، لا يجد من يرعاه ، لا يجد أي إهتمام ، بصراحة : لم يكن هناك إرادة سياسية لتنفيذه .. ولحسن حظنا تولي أمرنا من إخترناه رئيسناً لنا ، الرئيس السيسي الذي دعمناه ووثقنا فيه وتصدر المشهد وكان عِند حُسن ظننا به ، وكان قراره بأن مصر لابد لها أن تتغير للأفضل وتم التصميم علي تنفيذ "خطة التنمية الشاملة" لأن مصر تحتاج لمن يبنيها ويُعمرها
.. ( خطة التنمية الشاملة ) ملف كبير يضم مشروعات وإنجازات وإنشاءات ، ملف تم تنفيذه لكى تتقدم الدولة للأمام وتنهض من أزمتها وتستفيق بعد سنين عِجاف تراجعت فيها مُقدرات الدولة وساد خلالها الإحباط وإنعدم فيها الأمل فى رؤية مستقبل مشرِق للأجيال القادمة
.. أري أن مشروع مستقبل مصر هو المشروع الأجدر بنا أن نتفاخر به ، فقد ساهم فى زيادة مساحة الأرض الزراعية بعد أن إستُبيحت وتم تبويرها وتقلصت مساحتها ، بنهاية عام ( ٢٠٢٧ ) سيتم إضافة ( ٤٫٥ ) مليون فدان لمساحة الأرض الزراعية فى مصر ، إنه مشروع ضخم بتمويل ضخم بجهود ضخمة بسواعد شباب ناضج تحمل مسئولية التنمية
.. ملف العدالة الإجتماعية من أبرز سمات ( خطة التنمية الشاملة ) ، فقد عاني البسطاء من أبناء الشعب المصري من الإهمال ، كان البسطاء مُجرد فئة مُهملة ، لا تُقدَم لهم خدمات ولا رعاية ، والآن تم تنفيذ برنامج تكافل وكرامة ليستفيد منه ( ٥٫٧ ) مليون أسرة بإجمالي ( ١٢ ) مليون مواطن ، تم تنفيذ التأمين الصحي الشامل فى مرحلته الأولي فى عدداً من المحافظات ، تم تنفيذ المرحلة الأولي من مبادرة حياة كريمة والتى تخدم ( ٥٨ ) مليون مواطن يمثلون ( ٦٠ ٪ ) من عدد سكان مصر المُقيمين فى الريف وتحديداً فى القري الأكثر فقراً وإحتياجاً ، تم تطوير المستشفيات القديمة وإنشاء مستشفيات جديدة ، تم القضاء علي العشوائيات نهائياً ولم يعُد لها أي وجود ويعيش الآن من كانوا يقطنون فى العشوائيات فى مساكن آدمية تليق بالمواطن المصري فى عصر الجمهورية الجديدة ، تم تطوير الموانىء القديمة وتم إنشاء موانيء جديدة تُضاهي أكبر الموانىء العالمية ، تم تشييد ( ٧٠٠٠ ) كم طرق جديدة ، تم إنشاء ( ٢٤ ) مدينة جديدة جعلت مساحة الأرض المعمورة تزداد وتتوسع
.. ما أريد قوله ، أن مصر أنجزت _ بجهود أبناءها _ ( خطة التنمية الشاملة ) فى وقت عصيب جداً ، هى أقرب للإعجاز ، أنجزت فى وقت يعيش فيه الشرق الأوسط أوقاتاً خطيرة ، فالأجواء المحيطة بنا مُضطربة ، وهناك سرعة فى التحولات من حولنا ، نار حقيقية فى الشرق الأوسط ، نعم نار مُشتعلة فى الشرق الأوسط ، وللأسف بدلاً من أن تجد من يطفئها فإنها تجد من يزيدها إشتعالاً ويُؤجهها .. فى هذه الأثناء تفوقت مصر وإمتلكت القدرة وأصبحت دولة قوية لا يستطيع أحد الإقتراب من حدودها وثرواتها وأمنها القومي وأدركت أن إمتلاك القدرة عامل أساسي من أهم عوامل ( خطة التنمية الشاملة )