أكد السفير بسام راضي، سفير مصر لدى إيطاليا، أن فوز المرشح المصري برئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) يمثل نجاحًا كبيرًا للدبلوماسية المصرية، وتتويجًا لجهود امتدت لأكثر من عام من العمل المستمر والتنسيق المكثف داخل أروقة المنظمة.
وقال السفير راضي، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى عبر برنامج "الساعة 6" على قناة الحياة: "التصويت على هذا المنصب جاء من قِبل 165 دولة، وحصل المرشح المصري على 87 صوتًا، وهو ما يُعد بموجب قواعد المنظمات الدولية بمثابة إجماع دولي". وأشار إلى أن هذا الفوز يعكس مكانة مصر داخل المنظمات الأممية وثقة المجتمع الدولي في قدرتها على قيادة ملفات ذات أولوية عالمية مثل الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.
وأوضح السفير أن منظمة الفاو، والتي تأسست عام 1945 ومقرها روما، تُعد من أكبر وأهم المنظمات المعنية بالأمن الغذائي والزراعة والمساعدات الإنسانية، وتشارك مصر فيها إلى جانب منظمات دولية أخرى مثل برنامج الغذاء العالمي والإيفاد.
وأشار إلى أن نجاح مصر في الوصول لهذا المنصب جاء بعد سلسلة من التحركات والنجاحات، منها فوز بنك الطعام المصري بجائزة تقديرية من الفاو بعد وصوله بخدماته لأكثر من 23 مليون مواطن، بالتعاون مع 4000 منظمة مجتمع مدني، مما لفت أنظار المنظمة الدولية إلى التقدم الكبير في العمل الأهلي داخل مصر.
كما أعلن السفير عن استضافة العاصمة الإدارية الجديدة لاجتماعات المؤتمر الإقليمي السنوي للفاو يومي 6 و7 ديسمبر المقبل، بمشاركة وفود رفيعة المستوى من الأمم المتحدة، معتبرًا هذا الحدث فرصة لتعزيز مكانة مصر الدولية.
وأوضح راضي أن مصر تترأس حاليًا اللجنة المالية للفاو، كما تم اختيار الجهاز المركزي للمحاسبات كمراجع قانوني للمنظمة لست سنوات قادمة، ما يعكس تشعب العلاقات المؤسسية بين مصر والمنظمة.
وأكد أن رئاسة مصر للمجلس التنفيذي للفاو، الذي يُعد بمثابة مجلس إدارة المنظمة وصاحب القرار الأعلى في توجيه سياساتها، تُمكّن مصر من التأثير الفعّال في قرارات المنظمة وتوجيه برامجها بما يخدم مصالح الدول النامية، خاصة في مجالات الزراعة والمياه والري.
واختتم السفير حديثه مشيرًا إلى أن الطفرة الكبيرة التي حققتها مصر خلال السنوات الأخيرة في قطاعات الزراعة والري، مثل تبطين الترع، واستصلاح 2.5 مليون فدان، ومشروعات الدلتا الجديدة وتوشكى وسيناء، يتم رصدها وتقديرها دوليًا، وأن السفارة المصرية تواكب هذا النجاح عبر تزويد المنظمات الدولية بالمعلومات والإحصائيات الدقيقة لتسليط الضوء على حجم التطور داخل الدولة المصرية.