بوابة كأس العالم للأندية

عصام محمد عبد القادر

الانتخابات البرلمانية بوصلة وجدان المصريين

السبت، 05 يوليو 2025 07:00 ص


يعي المصريون أن إرادتهم تعلو كلَّ شيء، وأن الرأي الجمعيَّ لديهم يعدُّ الموّجه الرئيس تجاه مسيرة التقدُّم، وأن التحيُّزَ المؤسَّسيَّ، لا يتخطَّى ما يبْغيه الشَّعبُ العظيم، وأن حريَّة الاختيار مسْئُوليةٌ تقع على عاتق الجميع، وأن كافَّة المسارات، التي يخطو إليها يدركُ مآلها؛ وبعض الاستحقاقات الانتخابيَّة بمثابة البُوصْلة، التي تدل على وجدان جموع هذا المجتمع بكل أطيافه؛ لذا فإننا نتطلَّعُ أن يرْقى الاختيار وفق معايير يتبناها المواطنُ؛ كي يضع في حُسْبانه المصلحة العامة فوق الخاصَّة.


ندرك أن إثبات الذَّات صفة الأسْوياء، وأن حُسْنَ الاختيار ميزةُ الأنْقياء، وأن شرف الكلمة، لا يعْلوها، أو يعادلها شيءٌ آخر، وعندما يعلن عن انطلاق المارثون الانتخابيُّ، نرْصدُ المواقف المُشرَّفة من قِبل الناخبين، ومن تقدَّموا إلى شغل المقاعد الانتخابيَّة؛ حيث لا مزايدةَ، ولا مقايضةَ، ولا محاولةً للتشويه، أو التزييف، أو الخروج عن القواعد، التي تم الإعلان عنها من قِبل الهيئة العُلْيا للانتخابات؛ فقد باتت المُحاسبيَّةُ سلاحًا يُسلَّط على الجميع، وأضْحتْ النَّزاهةُ مرهونةً بصدق الأفعال، والمُمارسات، التي يتقبَّلُها وجدانُ المصريين، ويرفضون عمَّا سِواها.


المعاناة التي نرْصدها في خضمِّ الانتخابات البرلمانيَّة تشمل عمليات التجهيز، والتنظيم، ودقَّة التنفيذ، والإخراج، كل ذلك يهون في ظلِّ ثمرة هذه العمليَّة المتكاملة، التي تدل على أن المسار الديمقراطيَّ أمرٌ مُهِمٌ؛ لتعزيز الروابط، والعلاقات بين الشَّعب، ومؤَسَّساته؛ باعتبار أن كل برلمانيِّ، لا يمثِّلُ دائرته فقط؛ لكنَّه حريصٌ على المصالح العُلْيا لجميع المصريين؛ فالقضايا في المؤسسات الوطنيَّة، لا يُنْظرُ إليها بتفرُّد؛ لكن تكْسُوها شُموليَّةُ الرُّؤْية، ووحْدَةُ الغاية دون مواربة.


قد يظنُّ البعضُ أننا نغالي عندما نقول أن المُشاركة في الانتخابات واجبٌ وطنيٌّ؛ فهذا في الحقيقة صحيحٌ في ضوء ما يُحَاكُ لبلادنا من مكائدَ، وما يُبَثُّ من شائعات، تستهدف إسقاط العمل المؤسسيِّ، وإضْعاف العلاقة الوطيدة بين المواطن، ومؤسَّساته، التي تُقدِّم له الرعاية، وأُطَر الاهتمام؛ ومن ثم فقد فَطِن الوجدانُ المصريُّ ماهيَّةَ، وأهميَّةَ دوْرِه المُشرَّفِ، الذي ينْظُرُ إليه العالمُ بأنه سعْيٌ حميدٌ؛ لتعزيز الديمُقراطيَّة والنِّزال في ساحة التقدُّم، والرُّقيِّ، والازْدهار؛ حيث الاستقرارُ السياسيُّ، والاجتماعيُّ، اللَّذَانِ يؤديان إلى النمو في شتَّى المجالات.


الأجيال تلْو الأخرى لها طموحاتٌ، وتطلُّعات، تتباين من وقت إلى آخر في ظلِّ ثوابت، وقيمٍ نبيلةٍ، تعدُّ محكًّا رئيسًا؛ لتحديد الغايات، وتقبُّل النتائج، التي تؤثِّرُ على مناحي الحياة المختلفة؛ فعمل البرلمانات يقوم على نبْض الشُّعوب دون جدال؛ فوجدان المجتمع هو الحاكم الرئيس، والمُوَّجهُ الفعليُّ في جُلِّ القضايا التي تهمُّه، وهنا نشاهدُ اللُّحْمةَ الحقيقيَّةَ، والتَّضافرَ، الذي تترجمه المواقفُ الفعليَّةُ، التي تكْسُوها صعوباتٌ، أو تحدِّيات، أو حتى تهْديدات بمختلف تنوُّعاتِها، ومصادِرها.


العالم بأسْره يراقب الانتخابات المصريَّة، وتفاصيل أحداثها، ومُجْرياتها في الدَّاخل، والخارج، ويرصد متلّون الإيجابيات، والسلبيَّات؛ لكنه يرى صورة مُبْهرة، تدل على اصْطفاف الشَّعب خلْف مؤسَّساته الوطنيَّة، وأن أجهزة الدَّوْلة عن بكْرةِ أبيها تخْدم هذا الشَّعبَ العظيمَ، وتوفِّرُ له كل صور الدَّعم، والمناخ الهادئ، والآمن؛ كي يشارك كل مواطن في هذا العُرْس، الذي يحمل رسائلَ قويَّةً للداخل، والخارج؛ حيث صفاءُ، واتفاقُ الوِجْدانِ المصريِّ على مسار الديمقراطيَّة، التي تُهيئُ؛ لتحقيق رؤى، وطموحات المصريين في بلادهم.


صور المواقف المتفرِّدة تراها في مِصْرَ، دون غيرها أثناء المُشاركة في الانتخابات، بكل أنواعها؛ فهناك تِرْحابٌ لبعضهم البعض، وهناك تلاحمٌ، وتدافعٌ، وإقبالٌ نحو لجان الاقْتراع، وهناك بسْمةٌ تعْلو الوجوهَ، وفرْحةٌ تفصح عنها ملامح السَّعادة، وهناك انسجامٌ بين الصَّغير، والكبير، وتبادلٌ لحديث هادئٍ، هادفٍ بين الجموع، وهناك تمتدُّ يدُ العون؛ فتشاهد الصَّغيرَ يُقدِّم الكبيرَ، بل، ويأخذ بيده، وهناك صورةٌ عائليَّةٌ راقيةٌ؛ حيث نزولُ أفراد الأُسْرة عن بَكْرةِ أبيها؛ لتِبُرْهنَ على أن وِجْدَانها مشْغولٌ بوطنٍ يسْكنُ القُلوبَ.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

ـــــــــــــــ

أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة