أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، برئاسة المهندس محمد أبو سعدة، اسم الشيخ محمد مصطفى المراغى فى مشروع عاش هنا، حيث تم وضع لافتة على باب منزله الذى يقع فى شارع مراغاة بسوهاج، لتخليد ذكراه، ولتعريف المارة به من خلال استخدام QR.
ولد فى عام 1881 بمدينة (المراغة)، بمديرية جرجا (محافظة سوهاج)، نشأ الشيخ المراغي في بيئة علمية؛ وعرف والده بالتقوى والورع والعلم، وكان للأسرة مكانتها ومنزلتها، ظهر نبوغه خلال حفظه للقرآن الكريم، فأتم القرآن ولم يكمل العاشرة، فأرسله والده إلى الأزهر تقدم لامتحان شهادة العالميَّة في 28 مايو 1904م فنالها من الدرجة الثانية، وكان الشيخ محمد عبده أحد أعضاء لجنة الامتحان.
وفي سبتمبر 1907م تم اختياره مفتشًا للدروس الدينيَّة بديوان نظارة الأوقاف بمصر، وقد تولى التدريس بالأزهر في هذه الفترة، سافر إلى السودان، ليتولى فيها القضاء، بأمر الخديو سنة 1908م، كان أستاذًا ومعلمًا ومرشدًا للقضاة.
وعمل على تكوين جيل من القضاة السودانيين، فكان بذلك المؤسس الحقيقي للقضاء الشرعي السوداني الحديث، عاد إلى مصر عام 1919م، وعين رئيسًا للتفتيش بالمحاكم الشرعية لمحكمة مصر الكلية، ثم عضوًا في المحكمة العليا الشرعية، ثم رئيسًا لها.
ثم أصبح الشيخ محمد مصطفى المراغى عضوية هيئة كبار العلماء في أكتوبر 1924م بالقرار الملكي (62) لسنة 1924م ، ثم عين شيخًا للأزهر بالأمر الملكي رقم (27) عام 1346هـ/ 1928م، وتولى مشيخة الأزهر للمرة الثانية عام 1354هـ/1935م.
من أهم أعماله بدأ الشيخ المراغي تنفيذ وجوه الإصلاح في مجال التعليم الأزهري حيث أصدلر العديد من القوانين هدفها تطوير المناهج الدراسية على النحو الذي يجمع فيه بين الأصالة والتجديد، فضلًا عن حرصه على أن تكون سياسة التعليم منسجمة مع سوق العمل.

محمد المراغى
أسهم الشيخ المراغي في إنشاء العديد من الهيئات الجديدة بالأزهر ومنها: قسم الوعظ والإرشاد، ولجنة الفتوى، وأدخل تعديلات على جماعة كبار العلماء واشترط لعضويتها أن يكون العضو من العلماء الذين لهم إسهام في الثقافة الدينية، وتطوير الجامعة الأزهرية ومجلة (نور الإسلام) تحت اسمها القائم حتى وقتنا الحاضر (مجلة الأزهر)، وعني بإنشاء مكتب لترجمة الكتب وتعريبها والترجمة للمجلة الدينيَّة باللغات الأخرى.
جهود المراغي الاجتماعية فقد تعددت وتنوعت، وجاء في مقدمتها اهتمامه بقضايا المرأة، وكان موقفه منها موقفًا وسطًا، فقد دعا المرأة إلى الاعتدال في الحياة بالحصول على حقوقها في حدود الشريعة، له إسهامًا كبيرًا في مجال العمل التطوعي الخيري، وتقديم الرعاية الاجتماعية للفقراء العاجزين، كما تولى رئاسة الجمعية الخيرية الإسلامية في الفترة من1360 إلى 1364هـ/ 1941- 1945م، وقام بتأسيس جمعية مصرية لمقاومة التبشير.
قد أثرى الشيخ المراغي المكتبة الإسلاميَّة بالكثير من المؤلفات والتراجم والمخطوطات التي تضمنت أفكاره وآراءه للإصلاح في الأزهر والقضاء الشرعي، ودروسه في تفسير القرآن الكريم، وبعض القضايا الفقهية واللغوية والاجتماعية، فضلًا عن المقالات والخطب والدروس الدينية.