"أم الخلول" كنز الرمال المخفى ومصدر رزق بين المد والجزر.. عم محمد نجيب ستة عقود فى الصيد وعشق لا ينتهى.. يحمل الكوريك والمهزة لإخراج المحار المتوارى على شاطئ البحر.. يجمع حصاده فى أوعية مملوءة بمياه

الجمعة، 04 يوليو 2025 07:32 م
"أم الخلول" كنز الرمال المخفى ومصدر رزق بين المد والجزر.. عم محمد نجيب ستة عقود فى الصيد وعشق لا ينتهى.. يحمل الكوريك والمهزة لإخراج المحار المتوارى على شاطئ البحر.. يجمع حصاده فى أوعية مملوءة بمياه صياد أم الخلول

بورسعيد - محمد عزام

في قلب بورسعيد، حيث يعانق البحر السماء في لوحة زرقاء بديعة، يعيش عم محمد نجيب، السبعيني الذي خطّت الأمواج قصته، وصاغت الرمال عزيمته، ستة عقود قضاها في صيد "أم الخلول"، ذلك المحار المتواري تحت الرمال، وكأن البحر يخفيه هديةً للصابرين.

ورث عم محمد عشق البحر ومهنة الصيد عن أبيه وجده، وبدأ رحلته منذ أن كان في الثالثة عشرة، مع أول خيوط الفجر، يمضي إلى الشاطئ حاملاً أدواته البسيطة: "الكوريك" (المجرفة) و"المهزة" (المنخل)، يغرف الرمال، يغربلها، ثم يجمع حصاده في أوعية مملوءة بمياه البحر، محافظًا عليه طازجًا حتى البيع.

ورغم شظف العيش، فإن حب البحر يظل هاجسه الأكبر، فهو الذي علّمه الصبر والرضا، يعمل طوال العام فى صيد "أم الخلول" ويزدهر الصيد فى الشتاءً، حين تقذف الأمواج كميات وفيرة منه إلى الشاطئ، ليصبح لقمة سائغة للصيادين والهواة.

ومع ذلك، تظل المهنة شاقة، خاصة في البرد القارس، والحر الشديد حيث يتحدى الصيادون أمواج البحر ويقيسون إيقاع المد والجزر بحدس ورثوه عبر الأجيال.

لم يكن "أم الخلول" مجرد مصدر رزق، بل صار جزءًا من تراث بورسعيد، تغنّى به أهل القنال في أغانيهم الشعبية، مرددين على أنغام السمسمية: "طازة وعال يا أم الخلول، حلوة وعال يا أم الخلول". فهو ليس مجرد طعام، بل ذكرى متوارثة في وجدان المدينة.

يقضي عم محمد ساعات طوالًا ليجمع كيلوغرامًا واحدًا، يبيعه بـ100 جنيه، عائدًا إلى بيته عند المغيب، منهكًا لكنه راضٍ بما قسمه الله له، يحلم بمعاش يضمن له شيخوخة كريمة، لكنه يفضل أن يظل حراً، يواجه البحر وحده، بلا أوامر ولا قيود.

أما "أم الخلول"، فيظل رمزًا لمائدة بورسعيدية أصيلة، يُؤكل مملحًا بجانب الفول والطعمية، أو يُطهى في صلصة حمراء بالطماطم والثوم، أو بيضاء بالطحينة، في وجبة تعكس عشق أهل المدينة لنكهات البحر.

وهكذا، يظل صيد "أم الخلول" مهنة متوارثة، تحكي حكاية الكفاح والرضا، وترسم ملامح مدينة لا تنفصل عن البحر، تعيش على عطاياه، وتردد أغانيه جيلاً بعد جيل.

الذهاب-الي-البحر
الذهاب-الي-البحر

 

الصياد-والعدة_1
الصياد-والعدة_1

 

الصيد-لام-الخلول
الصيد-لام-الخلول

 

العجلة-والصيد
العجلة-والصيد

 

الع-والصيد
الع-والصيد

 

جانب-من-العجلة-والصيد
جانب-من-العجلة-والصيد

 

حمل-العدة
حمل-العدة

 

حمل-عدة-الصياد
حمل-عدة-الصياد

 

خلال-الصيد
خلال-الصيد

 

صائد-الخلول_1
صائد-الخلول_1

 

صياد-ام-الخلول
صياد-ام-الخلول

 

صياد-ام-الخلول-في-بورسعيد
صياد-ام-الخلول-في-بورسعيد

 

صيد-ام-الخلول-ببحر-بورسعيد
صيد-ام-الخلول-ببحر-بورسعيد

 

عجلة-الصياد
عجلة-الصياد

 

عدة-الصياد_1
عدة-الصياد_1

 



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة