عادل السنهورى

الصورة وحدها تكفى.. "الإخوان وإسرائيل" إيد واحدة!

الخميس، 31 يوليو 2025 06:38 م


صور وفيديوهات الوقفة الاحتجاجية لجماعة الإخوان الإرهابية - فرع الكيان الصهيوني- في ميدان بازل، على بعد عشرات الأمتار من السفارة المصرية في تل أبيب بهتافات ضد مصر كافية وكاشفة للحقائق التاريخية والثابتة، التي حاول البعض أن ينكرها أو لا يصدقها ويدفعها عن الذي تاجروا بالدين في خداع الشعوب العربية والإسلامية.

الوقفة الاحتجاجية التي قادها رموز الإخوان في إسرائيل رفع بعض النشطاء والمتضامنين معها العلم الإسرائيلي، للتأكيد على أن الإخوان والأخوات والراعي الأكبر للجماعة "إسرائيل" التي تدمر وتحاصر وتمارس سياسة التجويع، وقتلت حتى الآن أكثر من 60 ألف طفل وامرأة وشيخ وشاب فلسطيني داخل قطاع غزة، علاوة على مدن وقرى الضفة العربية، متحالفين ومتضامين في التحريض والكراهية ضد مصر وشعبها قيادتها...!!

إنه العبث في أقصى تخيل له..!

والكوميديا السوداء في التجلي الأكبر.!

والغباء السياسي في تجاوزه للعقل والمنطق..!

لكنه الواقع والحقيقة السياسية التي حاولوا تغييبها وتزييفها منذ نشأة الجماعة عام 1928 بدعم مالي وبرعاية من المخابرات البريطانية التي منحت "الوعد" بالوطن الصهيوني في فلسطين، وبقيت الجماعة على تواصل مع الاحتلال البريطاني قبل ثورة يوليو ثم التواصل مع الأمريكان بعد بداية العداء والصراع مع رجال يوليو وزعيمها جمال عبد الناصر.

وقفة الإخوان للاحتجاج "على حصار مصر للفلسطينيين في غزة وقيام السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح ومنع دخول المساعدات إلى الفلسطينيين" في ميدان "بازل" كانت كافية وكاشفة بقوة لحقيقة العلاقة بين الاخوان وإسرائيل. الميدان الذي أطلق عليه اسم المدينة السويسرية التي احتضنت المؤتمر الصهيوني الأول بزعامة تيودور هرتزل يوم 29 أغسطس  عام 1897 لبحث إقامة وطن لليهود في فلسطين، والعلم "الإسرائيلي" يرفرف فوق رؤوس رموز الجماعة في " إسرائيل" رائد صلاح وكمال الخطيب ومنصور عباس عضو الكنيست الإسرائيلي.. ونضال أبو شيخة والمحامي الإخواني خالد زبارقه... والأخيرين هما اللذين تقدما بطلب التظاهر ضد مصر وأمام السفارة المصرية في تل أبيب لأجهزة الأمن الإسرائيلية وليس ضد حكومة نتنياهو التي تمارس أبشع الجرائم الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة..!!

رغم أن التظاهرة أو الوقفة الاحتجاجية لإخوان إسرائيل مأساة وملهاة وكارثة سياسية لكن ورب تصرف اخواني كريه وعبثي له وجه إيجابي ونافع لكي تستيقظ الشعوب ويصحو الرأي العام وتفيق بعض النخبة في مصر ودولنا العربية عن حقيقة هذا التنظيم الاخواني المعادي للعروبة وللإسلام والذي يشكل خطرا حقيقيا على المجتمعات العربية بالتحالف مع "أعداء مصر والأمة" وهو ما يكشف تطور النشأة والعلاقة بين التنظيمات الاخوانية وتل ابيب.

إسرائيل وافقت منذ وقت مبكر في بداية السبعينات تقريبا على تأسيس فروع للحركة الإسلامية التابعة لتنظيم الاخوان الدولي في إسرائيل، فرع الجنوب الذي انخرط في العمل السياسي و شارك في انتخابات 1996 وما بعدها، وتمثل في أحزاب قائمة «راعم» العربية. وبقي هذا الفرع مرخص له قانونيا داخل أراضي 48، وساهم في الحياة البرلمانية المحلية والوطنية. وكان دخول الاخواني منصور عباس وحزبه "راعم "في مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية في 2021 مع أحزاب اليمين الإسرائيلية مفاجئا لأوساط سياسية وإعلامية داخل إسرائيل وكشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن منصور عباس اقترب كثيرا من بنيامين نتنياهو، ودعا رئيس الوزراء  الإسرائيلي  لإلقاء كلمة أمام لجنة برلمانية يرأسها داخل الكنيست..!

وفرع الجنوب هو الفرع الذي احتضنته إسرائيل ودعمته للعمل ضد مصر والدول العربية. أما فرع الشمال فقد حظرته إسرائيل عام 2015، وألقت القبض على قياداته وألقت بهم إلى السجون بسبب تركيزه على المقاومة ورفضة المشاركة في العملية السياسية داخل إسرائيل ورفضه الاعتراف بشرعية المؤسسات الإسرائيلية، لكن يبقى في النهاية أن فرع الجنوب والشمال يجمعهما التشابه الأيديولوجي والخلفية الفكرية لجماعة الاخوان والتنظيم الدولي.

علاقة إسرائيل الوطيدة بإخوان الداخل لم تختلف عن علاقتها بإخوان مصر وتجلت قوة العلاقة في موافقة الجماعة أثناء فترة حكمها لمصر برعاية أميركية ومباركة إسرائيلية على صفقة منح حماس جزءا من سيناء – حوالي 720 كيلو متر مربع- لإقامة الدولة الإسلامية مقابل منح واشنطن الاخوان 6 مليار دولار..!

وتجلت قوة ومتانة العلاقة والصداقة بين الإخوان وإسرائيل، في خطاب الرئيس الإخواني محمد مرسي خلال اعتماد السفير المصري الجديد في إسرائيل، عاطف سالم، الذي سلمه للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، والذي خاطبه فيه بـ "عزيزي وصديقي العظيم.. صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل"- وفق الصورة التي نشرتها صحيفة ذا تايم أوف إسرائيل وأعادت نشرها، الصحف المصرية في 19 يوليو 2012. واحتوى النص على رغبة مرسي في تطوير علاقات المحبة التي تربط البلدين، وتعهد أن يبذل السفير الجديد صادق جهده، طالباً من بيريز أن يشمله بعطفه وحسن تقديره، وختم الخطاب بـ "صديقكم الوفي محمد مرسي".

فضيحة "الصداقة العظيمة والوفاء" لم تكن وقتها إلا صورة واحدة تم الكشف عنها من "ألبوم الصور" الفاضح لعلاقة الإخوان وتحالفها مع "إسرائيل" والتي منها – وليس آخرها- صور وفيديو وقفة ميدان بازل في تل أبيب بموافقة السلطات الإسرائيلية للاحتجاج ضد مصر ..!


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب