لم يكن مخصص للاستحمام .. اكتشاف إناء برونزي عمره 1400 عام فى تركيا

اكتشف علماء الآثار في تركيا، إناء برونزي عمره 1400 عام، أثناء الحفريات في بيرجاموم، وهي مدينة يونانية، تساهم القطعة الأثرية التى تم اكتشافها فى فناء مبنى يعرف باسم "بيت الفسيفساء" فى تسليط الضوء على الحياة اليومية والحرف اليدوية خلال الفترة البيزنطية في المدينة.

تم اكتشاف الإناء في مكانه الأصلي

عثر على الإناء فى مكانه الأصلي داخل بركة صغيرة، ولم يُمسّ لأكثر من ألف عام، قال الخبراء إن حفظه الاستثنائي يجعله اكتشافًا غيرعادي لإناء برونزى من هذا العصر، وقد بدأت أعمال الترميم، وسيُعرض قريبًا في متحف بيرجاما، مما يتيح للجمهور رؤية براعة صنعه عن كثب، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

ماضي بيرجاموم اليوناني والبيزنطي المتعدد الطبقات

بيرجاموم، التي كانت في السابق مركزًا هيلنستيًا رئيسيًا حكمته سلالة أتاليد، أصبحت مركزًا ثقافيًا وسياسيًا للعالم اليوناني قبل أن تقع تحت السيطرة الرومانية، ثم البيزنطية، يقع "بيت الفسيفساء"، حيث اكتُشف الإناء، بالقرب من البازيليكا الحمراء، وقد سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى فسيفساء أرضيته المعقدة.

قال مدير الحفريات البروفيسور الدكتور يوسف سيزكين من جامعة مانيسا جلال بايار إن المجمع ربما كان ينتمي إلى مسؤول رومانى رفيع المستوى أو رجل دين مسيحى فى العصر البيزنطى، مما يعكس التاريخ الانتقالى للمدينة.

وفقًا لسيزكين، لم تكن البركة التي عُثر فيها على الإناء مخصصة للاستحمام، بل كانت تُستخدم على الأرجح لجمع مياه الأمطار أو مياه الينابيع للاستخدام المنزلي، وأشار إلى أن المبنى يبدو أنه هُجر في القرن السابع الميلادي، ربما خلال الغزوات العربية، وظلّ على حاله حتى بدء أعمال التنقيب، وكان البرونز، الذي يُعتبر مادة ثمينة في العصور القديمة، أقل شيوعًا بكثير من الخزف، ويمنحنا بقاء الإناء لمحةً نادرةً عن القطع المنزلية الراقية.

لمحة عن الحياة المنزلية واستخدام المياه

يعتقد الباحثون أن الإناء ربما استُخدم لنقل الماء من البركة إلى مطبخ مجاور، مما يُلقي الضوء على إدارة الموارد والروتين اليومي للمنزل، يُقدم اكتشافه دليلًا مباشرًا لعلماء الآثار على وجود حياة في بيرجاموم خلال أواخر العصرين الروماني والبيزنطي.