قالت سماح عبد الفتاح، الاستشارية الأسرية، إن الخلافات بين الزوجين أمر طبيعي، لكنها أكدت أن الأهم هو طريقة التعامل معاها، وليس الخلاف نفسه، لأن أغلب المشاكل تكبر ليس بسبب الاختلاف، لكن بسبب غياب قواعد واضحة تحكم وقت الزعل.
وأضافت الاستشارية الأسرية، خلال حلقة برنامج "الرحلة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، : "من المهم جدًا إن كل زوجين يتفقوا من أول يوم على إزاي هيتعاملوا لما يختلفوا، لأن الخلافات حاصلة حاصلة، فمش المفروض نسيب نفسنا للتجربة من غير تحضير، لازم نبقى عارفين كويس إن الخلاف مش معناه إننا نقاطع بعض أو نشتم بعض أو نهين بعض، بالعكس، ده وقت الاختبار الحقيقي لمدى احترامنا لبعض".
وأوضحت: "إننا لازم نفهم إن الزعل مش مبرر للكلام الجارح أو لتجاهل الواجبات، ولا معناه إننا نوقف احترامنا أو ننكر المعروف لازم نتفق إن كل كلمة بنقولها وقت الخلاف ممكن تفضل جوه الطرف التاني، وممكن تهد العلاقة كلها حتى لو اتصالحنا بعدين".
وشددت: "الكلام لازم يكون بهدف الفهم، مش الرد أو الانتصار، لأن ده فرق كبير.. وقت الخلاف مش محتاج ناس تكسب، محتاج ناس تحتوي وتفهم بعض، وده مش بييجي غير بالحوار الهادي والاحترام المتبادل".
وأضافت إن الشكوى لازم تبدأ بين الزوجين، مش من طرف لطرف خارجي، قائلة: "ما ينفعش شريك حياتك يسمع شكوتك من بره، قبل ما يسمعها منك، جربوا تفهموا بعض الأول، واتكلموا بصدق وهدوء".
وحذرت من خطورة التراكمات: "الخلاف اللي ما بيتحلش بيتحول لحاجة مكبوتة، ولما بيخرج، بيخرج عنيف جدًا، علشان كده لازم نخلص خلافاتنا أول بأول، ولو مش قادرين دلوقتي، نبرد ونرجع نتكلم تاني، لكن ما نسيبهاش معلقة، والكلمة الطيبة وقت الزعل ممكن تكون سبب في هدوء كبير وفتح باب للصلح، وإن الحفاظ على الود حتى وقت الخلاف بيخلي البيت أحن وأقوى".
قالت سماح عبد الفتاح، الاستشارية الأسرية، إن الخلافات الزوجية لا تحدث فجأة، بل تنبع من أسباب كثيرة، بعضها من داخل العلاقة نفسها، وبعضها الآخر مرتبط بعوامل خارجية. وأكدت أن الوعي بهذه الأسباب هو الخطوة الأولى نحو الحل.
وأضافت الاستشارية الأسرية، أن من أبرز الأسباب الداخلية للخلافات بين الزوجين هو عدم التكيف مع الطرف الآخر، قائلة: "لما كل طرف بيتمسك بطباعه القديمة وعاداته اللي اتعود عليها قبل الجواز، بدون رغبة حقيقية في التغيير أو التفاهم، ده بيهد أساس الشراكة اللي المفروض العلاقة الزوجية تقوم عليه".
وشددت على أن الزواج هو التقاء شخصين من بيئتين مختلفتين يحاولان بناء حياة مشتركة، وهذا يتطلب مرونة وتنازلات من الطرفين حتى يستطيعوا الوصول لنقطة تفاهم.
وتابعت: "قلة الاحترام والتقدير من أهم أسباب تدهور العلاقة. الحوار القائم على الاحترام هو جوهر العلاقة الزوجية، غياب هذا الاحترام بيخلق جو من التوتر وبيفتح الباب لمشاكل أكبر، لأنه بيمثل تآكل في جوهر العلاقة".
كما أشارت إلى خطورة إهمال الواجبات العاطفية والوجدانية، مؤكدة أن إهمال حقوق الطرف الآخر يؤدي إلى رد فعل سلبي متبادل، وكأن العلاقة أصبحت لعبة "بينج بونج" يتبادل فيها الطرفان اللوم والتقصير، ما يؤدي إلى تصعيد الخلافات.
وأوضحت أن من أكثر العناصر التي تفجر الخلافات أيضًا الغيرة الزائدة، وسوء الظن، وفقدان الثقة، مؤكدة أن الثقة "تُبنى في سنوات ولكن قد تنهار في لحظة واحدة".
وفيما يتعلق بالجانب المادي، قالت سماح عبد الفتاح إن عدم مراعاة الظروف الاقتصادية للزوج من جانب الزوجة، خاصة في ظل الضغوط المعيشية الحالية، أصبح من الأسباب المتكررة للمشاكل، مؤكدة على ضرورة وجود ميزانية مشتركة، واتفاق واضح على حدود الخصوصية المالية، ورفضها إفشاء أسرار الماديات أمام الآخرين.
كما حذّرت من إفشاء الأسرار الزوجية، خاصة في زمن التواصل الاجتماعي المفتوح، مؤكدة أن ذلك "يُعد خرقًا مباشرًا للثقة والخصوصية"، ويخلق شعورًا بعدم الأمان داخل العلاقة.
وفي حديثها عن الأسباب الخارجية، شددت الاستشارية الأسرية على أن تدخل الأهل والأصدقاء في المشاكل الزوجية اليومية يعد من أخطر ما يمكن أن يهدد العلاقة، قائلة: "المشكلة اللي ممكن تتحل بكلمة طيبة أو طبطبة، لما تدخل فيها أطراف خارجية بتتحول لأزمة كبيرة يصعب حلها".
وأضافت أن النصائح الأبوية أو العائلية قد تكون أحيانًا منحازة أو غير حكيمة، وقد تؤدي لتأجيج الخلافات، خاصة عندما تستمر العائلة في حمل الضغائن حتى بعد أن يتصالح الزوجان.
وأكدت في الوقت نفسه أنه في بعض الحالات الكبرى التي تستدعي تدخلًا خارجيًا، يكون اللجوء للأهل أو الجهات المختصة أمرًا ضروريًا، لكن شددت على أهمية التفرقة بين المشاكل اليومية العادية والمشاكل المصيرية.