بوابة كأس العالم للأندية

عصام محمد عبد القادر

الانتخابات تعضد الممارسة الديمقراطية

الخميس، 03 يوليو 2025 01:41 ص


نوقن أن الممارسة الديمقراطية فرض عين على مستحقيها، والحديث عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية على وجه التحديد في الفترة المقبلة؛ فأرى أنها تقع تحت ماهية المهمة القومية بشكل صريح، وأعتقد أن التخلي عنها بمثابة من يريد أن يهجر الطريق المضيء إلى طرق يملؤها الضباب والرؤية بها لا تجعل الفرد يتحرك بها بأمان؛ ومن ثم يصعب أن يصل إلى هدفه الذي ينشده.


نريد أن نؤكد على فلسفة المسئولية الجماعية في ظل انتخابات مصرية من شأنها أن تعمل على تعضيد الممارسة الديمقراطية بصورة وظيفية، ما يجعل فكرة الاستثناءات غير مطروحة للنقاش حول تلك المهمة القومية؛ حيث نود أن يخرج المشهد متكامل غير منقوص أو مشوب، وأن تكون كلمتنا نحن الشعب هي أصل الحكاية، عبر صناديق الاقتراع التي نحدد بها من يلبي مطالبنا التي كفلها لنا دستور عزز في مواده صورة الحياة الكريمة التي تضمن أن نعيش على هذه الأرض الطاهرة آمنين مطمئنين مستقرين متحابين مترابطين.


الانتخابات التشريعية أعتقد أنها بوصلة مهمة لوصف الحريات في إطارها المسئول، وليست من أجل تحقيق مطامع أو غايات بعينها، وهنا نهيب بالجميع أن يتحرى ويدقق في اختياره؛ كي يحصل على حقوقه عبر المطالبة المستدامة والواجبة بالمجالس التشريعية التي من شأنها أن تدعم المواطن وتسعى في أن تخلق المناخ الداعم للمعيشة الكريمة، وتدشن القوانين وتفعل الإجراءات وتؤدي مهامها الرقابية والتشريعية لتُحدِث نقلات نوعية تسهم في ترسيخ الإيجابية لدى الجميع؛ فيصبح العمل وبذل الجهود والإتقان اتصافات قيمية لا تنفك عن كل من يقع على عاتقه مسئولية محددة بعينها.


حقوق الشعب بيده عبر مشاركة فعالة واختيار حسن يقوم على دراسة متأنية لبرامج المتقدمين لشغل المقاعد البرلمانية، وأرى أن هناك نضجًا مجتمعيًا بات واضحًا لدى جموع الشعب المصري تجاه كافة القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، وهذا يجعلنا على يقين بأن الجميع يدرك أهمية المسار الديمقراطي الذي مكن الدولة ومؤسساتها من السير قدمًا في مسارات التنمية المختلفة؛ حيث إن استقرار الأوطان وشيوع الأمن والأمان بربوعها يُعدّ معززًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة على وجه الخصوص.


ندرك جميعًا أن صور الممارسة الديمقراطية تمكننا من أخذ حقوقنا دون انتقاص، بل تسمح لنا أن نخترق أبواب التنمية بمزيد من الأطروحات والرؤى الطموحة التي تسهم في تحسين جودة الحياة؛ فقد رأينا ثمرة الحوار الوطني في تناول قضايا مجتمعية بدت منذ الوهلة الأولى أنها شائكة، وبمقدار من التفكر الذي تمخض عنه طوفان من الأفكار الملهمة أضحت الحلول الناجزة بين أيدينا، وهنا نشير بوضوح إلى أهمية المسار الانتخابي الذي يرشدنا للطريق القويمة التي نصل من خلالها للغايات المنشودة.


شعبنا العظيم لا يتقبل فكرة الهيمنة، ولا الاستحواذ، ولا يرتضى دروب الظلم والقهر؛ لذا تجده يسارع ويقبل بكل ما أوتي من عزيمة ليؤكد عشقه للديمقراطية؛ ومن ثم يستمتع من ممارسة وظيفيتها، عبر الإدلاء بصوته الانتخابي، ومن خلال إقبال القادرين على العطاء للترشح بالانتخابات البرلمانية، وهنا نفخر بمظاهر الإقبال الغفير من أول يوم صوب اللجان التي حددت سلفًا للاقتراع.


في كل وقت وحين، نتطلع إلى أن نرى انتخابات حقيقية، تعضد الممارسات الديمقراطية، وتُظهِر الصورة المشرفة للمصريين في كافة ربوع الوطن؛ كي لا نترك فرصة للتشفي من قبل جماعات تود بث الفتن بين أطياف الشعب من خلال بوابة نشر وبث الشائعات المغرضة بواسطة كتائب ممولة تستهدف تكريس السلبية وإحباط العزائم بغية إضعاف معدلات المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.


لسنا في حاجة لنؤكد أن الانتخابات والمشاركة فيها تعبر بوضوح عن معنى ومغزى حب الوطن والانتماء والولاء له؛ فمصر صاحبة سيادة، وشعبها عاشق لترابها متفانٍ في حبها والتضحية لأجلها، ولا يرتضى أن ينال منها ومن مقدراتها ومؤسساتها وقيادتها الرشيدة أصحاب الأجندات المفضوحة الذين أثبتوا للعالم بأسره أن أقصى أمانيهم هدم الدول وتقويض مقدراتها كي يُخرِجُ من بين أنقاضها وسحائب الأتربة التي تفوح منها رائحة دم الأبرياء - أحلامَهم فاسدة المأرب.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

--

أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة