بوابة كأس العالم للأندية

شريف عارف

"الإخوان الانتهازيون".. جماعة اختطاف الأوطان

الخميس، 03 يوليو 2025 03:00 م


قبل قرن من الزمان تأسست جماعة الإخوان، وأرست مبدأ أساسي في تعاملاتها ، وهو "الانتهازية السياسية"، القائمة على استغلال الفرص السياسية، وتسخير كل المواقف لخدمة أهدافها المشبوهة.

يخطئ من يعتقد أننا أمام جماعة دعوية، فهذه هي الدعاية التي روجت لها الجماعة على مدى قرن كامل. والحقيقة أننا أمام تنظيم فاشي وجماعة سياسية، تتصف بالانتهازية، وتنشط دوما في المحطات الرئيسية من عمر الاوطان في محاولة للاختطاف، وهي في سبيل ذلك تتحالف مع أي من التيارات في مقابل الوصول الى السلطة.

قبل أيام احتفلنا بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة، التي لم تكن مجرد موجة غضب شعبي، بل لحظة فارقة أعادت ضبط بوصلة الدولة المصرية، وأنقذتها من السقوط في قبضة جماعة حاولت اختطاف الوطن، تحت شعار "وهم  الشرعية"، فكانت كلمة الشعب هي الفيصل، حين خرجت الملايين مطالبة باسترداد مصر، بهويتها ومؤسساتها وتاريخها وعمقها الحضاري، من مشروع لم يعترف بالدولة الوطنية.

بعد تولي "مندوب الإرشاد" محمد مرسي منصبه في منتصف عام 2012، بوصفه أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة 25 يناير، سرعان ما بدأت فصول الانقسام والاستقطاب السياسي الحاد، حيث غاب مشروع الدولة الوطنية، وحلّ محله مشروع جماعة فاشية إقصائية، أرادت السيطرة والتمكين عبر مؤسسات الدولة، بعيدًا عن المشاركة أو التوافق.

تدهور اقتصادي شديد، أزمات في الوقود والكهرباء، تراجع مخيف في الاحتياطي النقدي، وبدلاً من الانشغال بمعالجة الأزمات، انشغلت السلطة بصياغة دستور إقصائي، أدى إلى انسحاب ممثلي الكنائس والقوى المدنية من لجنة الدستور، احتجاجًا على مسار لا يعكس التعددية.

وبينما كانت الجماهير تتطلع إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، كان هناك من يحاول جرّ البلاد نحو مشروع يهدف لاختزال الوطن في جماعة واحدة، فكانت صرخة الشعب مدوية هذه المرة بروح تصحيحية، دفاعًا عن الهوية والمستقبل: "الشعب يريد إسقاط النظام الإخواني".

وسط هذا المشهد المضطرب، جاء موقف الجيش حاسما، بعدما أمهل المشير عبد الفتاح السيسي القوى السياسية 48 ساعة للتوافق، وهو ما لم تستجب له مؤسسة الرئاسة "الإخوانية" حينها، ليتدخل في يوم 3 يوليو بإعلان خريطة طريق جديدة، تضمنت عزل مرسي، وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة المرحلة الانتقالية، والدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية.

هذا التدخل لم يكن انقلابًا - كما حاول المخطط العالمي بدعم من التنظيم الدولي للإخوان تصويره -  بل كان انحيازًا واضحًا وصريحًا لإرادة ملايين المصريين الذين خرجوا في الشوارع، في مشهد سلمي ملهم، أكد أن الشعب هو صاحب السيادة.. وأنه بحق القائد والمعلم.

لم يسع الجيش إلى السلطة، بل حرص على أن يكون ضامنًا للانتقال السلمي، ومؤسِسًا لمرحلة جديدة من الإصلاح الدستوري والمؤسسي، في مسار شهد انتخابات حرة، وبناء مؤسسات مدنية قوية.

في كلمته قبل أيام بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، استعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي تلك اللحظة الفارقة، مؤكدًا أن الثورة كانت ملحمة وطنية سطّرها أبناء مصر، توحدت فيها الإرادة، وعلت منها كلمة الشعب لتقف في وجه الإرهاب والمؤامرات، وتكسر موجات الفوضى، وتحبط محاولات الابتزاز والاختطاف.

بهذا الحديث، يضع الرئيس السيسي النقاط فوق الحروف، موضحًا أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد مظاهرات ضد سلطة فاشلة، بل كانت رفضًا لمحاولة ابتزاز الدولة واختطاف القرار الوطني لصالح جماعة لها ارتباطات خارجية، لا تؤمن بالتعددية ولا بالدولة المدنية.

الرئيس أكد على أن 30 يونيو كانت نقطة انطلاق نحو الجمهورية الجديدة ، التي لا تُبنى بالشعارات، بل بالمشروعات الحقيقية والإنجازات على الأرض، وسط تحديات جسيمة وإرهاب شرس تم التصدي له بدماء الشهداء.

تطرق الرئيس في كلمته إلى الأوضاع الإقليمية الملتهبة، من غزة إلى السودان واليمن، مؤكدًا أن مصر ستظل داعمة للسلام، وضد القتل والاحتلال والتشريد، داعيًا المجتمع الدولي إلى تغليب صوت الحكمة، والعقل وأن السلام يُبنى على أسس من العدل والإنصاف والتفاهم... ولن يتحقق في الشرق الأوسط إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

بهذه الرسالة، يؤكد الرئيس على أن مصر ما زالت صوت الحكمة والعقل في إقليم يعج بالفوضى، وأن ثبات الدولة المصرية واستقرار مؤسساتها بعد 30 يونيو هو ما منحها هذا الدور الإقليمي الفاعل.

هناك إجماع على أن 30 يونيو كانت ثورة وعي، عندما أثبت الشعب المصري قدرته على التمييز بين "الشرعية" و"الشرعنة"، وبين  في"التمكين" و"المشاركة"، فأسقط مشروع الاختطاف السياسي، وأعاد مصر إلى أبنائها، لا إلى فصيل أو جماعة.

واليوم، وبعد أكثر من عقد على تلك الثورة المجيدة فإن المعركة لم تنته بعد، وأن التحديات مستمرة، لكن الدولة المصرية – بوعي شعبها وقوة مؤسساتها – تسير في طريق واضح لبناء وطن قوي، عادل، ومستقر، يتسع للجميع، ويرفض الابتزاز والاختطاف بكل أشكاله.

 
sherifaref2020@gmail.com



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة