حين أنشئ اتحاد الكتاب بالقانون رقم ٦٥ لسنة ١٩٧٥ المعدل بالقانون رقم ١٩ لسنة ١٩٧٨.. كان الهدف منه كما جاء فى مادته الأولى (ز) رعاية حقوق أعضاء الاتحاد والعمل على ترقية شئونهم الأدبية والعادية.. وضمان حرية التعبير الملتزم بالوطنية المصرية والقومية العربية والقيم الدينية والإنسانية.
وكان الأديب الكبير توفيق الحكيم رئيسا للجمعية العمومية.. وهو رجل قانوني لايشك في ولائه للقانون وللإبداع معا.
وتضافر على صدور القانون آنذاك شخصيات مثقفة فاعلة منهم يوسف السباعي وزير الثقافة، ود. السيد على السيد وكيل مجلس الشعب، وسامي أباظة عضو مجلس الشعب، ومن ثم فقد دقق الجميع في مواد هذا القانون واللائحة بما يخدم مصالح الأدباء.
ولم يشأ القائمون على القانون أن يعامل الاتحاد كما تعامل الجمعيات الأدبية والثقافية التى تعود مرجعيتها إلى وزارة الشئون (التضامن)، لكنهم جعلوا مرجعية الاتحاد وزارة الثقافة باعتبار الاتحاد كيانا أدبيا مميزا، تدرك وزارة الثقافة أهميته وتأثيره.
وعلى هذا النحو وبمشرط الجراح.. انتشرت مسئولية وزارة الثقافة في مواد القانون.. تتحمل مسئولية الإشراف عن بعد.. والحماية والمسئولية عن قرب.. حتى إذا حدث خلل في أداء الاتحاد تكون الوزارة حاضرة.. وتتدخل تدخلا قانونيا لإنقاذ الاتحاد وإصلاح الخلل.
وأشهد أن وزارة الثقافة على مدى ستوات طويلة لم تتدخل في شئون الاتحاد تدخلا واضحا، فقد كانت مسيرة الاتحاد مسيرة مشرفة تحقق أهدافه على أيدى رؤسائه الكبار من أمثال : توفيق الحكيم.. ثروت أباظه.. سعد الدين وهبة.. فاروق خورشيد.. فاروق شوشة.. محمد سلماوي.. وقد شرفت بالعمل مع معظمهم وحظيت بتقديرهم واختفظت بموقعى سكرتيرا عاما لسنوات طويلة.
ثم تغيرت الأمور، وتولى أمر الاتحاد من اشتاق إلى السلطة ليختفظ بها طول حياته.. لأنه في الحقيقة لا يملك شيئا آخر يشغله ولا مشروعا أدبيا يحرص عليه، ومن ثم وحدنا منه تصرفات غير قانونية سببت خللا في منظومة الأداء.. كتب عنها عدد من الزملاء أخيرا بعد انعقاد الجمعية العمومية (الباطل) في 11 يوليو الجارى.
وهنا _ وهنا فقط _ يأتى دور وزارة الثقافة الحتمى في التدخل المشروع لإصلاح المعوج، وتقويم الخلل.. ورأب الصدع.
ولا أدري لماذا تأخر وزير الثقافة عن القيام بدوره، أو حتى الأمر بفتح تحقيق في المخالفات القانونية التى امتلأت بها صفحات أعضاء الاتحاد.. بالرغم من وجود نصوص القانون واللائحة الصريحة. الواضحة التى تحمل الوزارة المسئولية.. وتمنح السيد الوزير القيام بدوره.. وتجعل الوزارة ضالعة وشاهدةعلى أعمال الاتحاد وأدائه اليومي.
وهنا أقدم لمعالى الوزير بعض الأمثلة من هذه المواد التى تجعل الوزارة ضالعة وشريكة في الأداء.. وتحملها مسئولية تصحيح الأوضاع.. ولعل سيادته لو دقق قلبلا في هذه المواد.... يزول لديه الحرج في التدخل.. وينحاز إلى تطبيق القانون.
_ مادة (١١) : تمثل وزارة الثقافة في لحنة التظلمات بعضو من المجلس الأعلى للفنون والآداب) المجلس الأعلى للثقافة) من المعينين بأسمائهم.
_المادة ( ٢٩) تخطر سكرتارية الاتحاد وزارة الثقافة بصورة من الدعوة لاجتماع الجمعية العمومية قبل موعد الانعقاد بأسبوع على الأقل .. وبصورة من محضر الاجتماع والقرارات الصادرة منه خلال خمسة عشر يوما من تاريخ الاجتماع.
_ مادة ( ٣٠) لوزير الثقافة أن يطغن في انتخاب رئيس الاتحاد وأعضاء المجلس.. بتقرير يودع قلم كتاب محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ إبلاغ نتيجة الانتخابات.
( تستكمل المادة ٣١ الإجراءات)
مادة ٤٣ مكرر (٣) : تلتزم الهيئة العامة للكتاب بتقديم بيان للاتحاد كل ثلاثة أشهر عن المؤلفات التى تصدر في مجال الآداب ويتم إيداعها طبقا للقانون..........
( تستكمل المادة ٤٣ مكرر ( ٤) و( ٥) الإجراءات)
مادة ٦٢ : تشكل في الاتحاد هيئة تأديب ابتدائي برئاسة رئيس مجلس الإدارة عضوية ممثل لوزارة الثقافة ومستشار مساعد من إدارة الفتوى المختصة بمجلس الدولة.. وعضوين من مجلس إدارة الاتحاد.
مادة ٦٣ : تشكل في الاتحاد هيئة تأديب استئنافية برئاسة أحد وكلاء وزارة الثقافة أو رؤساء الهيئات التابعة لها يختارهم وزير الثقافة.. عضوية رئيس إدارة الفتوى المختصرة بمجلس الدولة وثلاثة أعضاء من مجلس الاتحاد.
مادة ٦٧ : لا يكون انعقاد هيئة التأديب صحيخا إلا بحضور جميع أعضائها..
وفي الأحكام المؤقتة يأتى نصوص المواد ٧١ و٧٢ و٧٣ و٧٤ لتحدد جهد وزارة الثقافة في إصدار القانون وسريانه.
ثم تأتي اللائحة الموقع عليها توفيق الحكيم لتؤكد دور الوزارة والمشاركة في أداء الاتحاد.
وبعد سيدى الوزير.
فلأننا الذين عشنا في ظل قانون الاتحاد سنوات طويلة.. لا تود أن نلجأ إلى أساليب غير قانونية.. لهذا أرفع إليكم هذه الرسالة الشارحة الوافية بالإضافة إلى الصرخات التى كتبها كثير من الزملاء خرصا على هذا الكيان العريق ووفاء لكل من أسهم في الحفاظ عليه من القامات العالية عبر تاريخه.
إن لجوءنا إليك ياسيدى نابع من حرصنا على هذا البيت الذي يظللنا ويحمينا ويحقق أحلامنا..
وأظن أن كرامة المبدع تستحق الكثير منك ياسيدى.
ولكم الشكر والتقدير..