عفاف نور الدين تحصد جائزة الدولة التشجيعية بالعلوم التكنولوجية لخدمة الزراعة

فى إنجاز علمى جديد يضاف إلى سجل كلية الطب البيطرى بجامعة الزقازيق، فازت الدكتورة عفاف نور الدين محمد الأستاذ المساعد بالكلية، بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2024 فى مجال العلوم التكنولوجية المتقدمة التى تخدم المجالات الزراعية، تقديرًا لمساهماتها البحثية المتميزة فى تطوير قطاع الاستزراع السمكي.

وأكدت الدكتورة عفاف، فى حديثها لـ"اليوم السابع"، أن قطاع الاستزراع السمكى شهد تطورًا ملحوظًا فى الآونة الأخيرة، باعتباره أحد أهم مصادر الدخل القومى ومصدرًا غنيًا بالبروتين الحيوانى ذى القيمة الغذائية العالية، لكنها أوضحت أن هذا التطور يصاحبه تحديات وصعوبات، أبرزها ارتفاع تكلفة الأعلاف، لا سيما نسبة مسحوق السمك (Fishmeal) المستخدم فيها.

وأشارت إلى أن الطب البيطرى هو "طب اقتصادي" يسعى إلى زيادة الإنتاجية بأقل تكلفة ممكنة، مضيفة: "من هنا جاءت فكرتنا الأولى، والتى انطلقت من مشروع بحثى بدعم من أكاديمية البحث العلمى وصندوق التكنولوجيا والتنمية، حيث تم استخدام مركز بروتين الأرز كبديل جزئى لمسحوق السمك، وهو بديل رخيص ومتاح".

كما تناولت عفاف، مشكلة الأمراض البكتيرية التى تصيب الأسماك، مشيرة إلى أن معظم هذه البكتيريا "انتهازية" وتُفعّل فى ظروف الإجهاد، ما يؤدى إلى خسائر اقتصادية فادحة نتيجة النفوق وتكاليف العلاج. وأوضحت أن الفريق البحثى قام بتوظيف تكنولوجيا النانو لتخليق مواد علاجية عالية الكفاءة لعلاج هذه الأمراض، وحققوا نتائج واعدة فى هذا المجال.

وفى محور ثالث، تحدثت عن تأثير الملوثات البيئية، خصوصًا المبيدات الحشرية المستخدمة على نطاق واسع فى الزراعة، على صحة الأسماك وبالتالى صحة الإنسان. وبيّنت أن الحل كان فى استخدام النباتات الطبية لتعزيز مناعة الأسماك وتقليل التأثيرات السلبية، كما تم دمج تكنولوجيا النانو فى تصنيع إضافات أعلاف من تلك النباتات لرفع معدل الامتصاص والاستفادة داخل أمعاء الأسماك، بما يعزز من صحتها وكفاءتها.

واختتمت الدكتورة عفاف حديثها قائلة: "تقع علينا مسؤولية كبيرة كعلماء وباحثين فى التصدى لأى مشكلات تواجه قطاع الاستزراع السمكى، كونه ركيزة مهمة للنهوض بالاقتصاد المصري".

ومن جانبه أكد الدكتور" نصر عبد الوهاب محمد " عميد كلية الطب البيطرى بجامعة الزقازيق، أن فوز ثلاثة من أعضاء هيئة التدريس بالكلية بجائزة الدولة التشجيعية امس، يعد هذا الفوز امتدادًا لمسيرة العطاء التى تنتهجها كلية الطب البيطرى بجامعة الزقازيق، والتى نجحت فى حجز موقع متقدم حيث ترتيبها 41 على مستوى العام، فى مجال البحث العلمى، بحسب التصنيفات الدولية الأخيرة.، ويعد فوز أعضاء هيئة التدريس سنويًا بجائزة الدولة التشجيعية أمرًا متكررًا داخل الكلية، ما يعكس حجم الجهد المتراكم وروح التميز المؤسسي.

وتضم الكلية ما يقرب من 22 قسمًا علميًا متخصصًا، وتسعى إلى تخريج كوادر بيطرية مؤهلة تواكب متطلبات سوق العمل، إلى جانب التوسع فى البرامج الجديدة وفقًا للاحتياجات الحديثة فى مجالات الطب البيطرى والصحة العامة وصناعة الغذاء. كما احتلت الكلية مركزًا متقدمًا فى جوائز النشر العلمى، وبرز منها عدد من الباحثين ضمن قائمة الـ2% الأوائل عالميًا من حيث التأثير العلمى، بينهم ستة باحثين من أبناء الكلية.

وتابع نصر، أن هذا التميز لم يكن ليتحقق إلا بفضل دعم الجامعة، والعمل الجماعى الذى يشارك فيه أعضاء هيئة التدريس ومعاونوهم، والعاملون بكافة الإدارات، مع الالتزام الدائم بتقديم بيئة بحثية وتعليمية محفزة على الإبداع والابتكار.