أكد منير أديب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن تنظيم "حسم" الإرهابي خرج من رحم جماعة الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أن أغلب التنظيمات المتطرفة التي ظهرت بعد ثورة 30 يونيو 2013، سواء أجناد مصر أو أنصار الشريعة، ارتبطت بشكل مباشر بالتنظيم الأم، وتلقت منه دعمًا فكريًا وتنظيميًا وإعلاميًا.
وأوضح أديب، خلال مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، أن أجهزة الأمن المصرية نجحت في تفكيك هذه التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الماضية، إلا أن جماعة "حسم" أعادت الإعلان عن نفسها مؤخرًا عبر تسجيل مرئي، مستندة إلى دعم خارجي وتدريبات متطورة كما ورد في بيانات وزارة الداخلية.
وأشار إلى أن عودة الجماعة تأتي في ظل ظروف سياسية وإقليمية مضطربة، مؤكدًا أن تجربة الصراع السوري ألهمت التنظيمات المسلحة باعتبارها نموذجًا للفوضى وتفكك الدولة، وهو ما تحاول تلك الجماعات تكراره في مصر رغم فشلها الذريع سابقًا.
وشدد على أن الفكر المؤسس للإخوان يقوم على العنف منذ نشأته، منذ أن أعلن حسن البنا في ثلاثينيات القرن الماضي استخدام القوة حين لا يجدي غيرها، وأن التنظيم يرى في ثورة الشعب المصري عليه عام 2013 دافعًا للثأر والانتقام.
وفيما يتعلق بمن يقف وراء عودة "حسم"، أكد أديب أن القيادات الإخوانية الموجودة خارج مصر، بدعم من دول إقليمية ودول كبرى، تستخدم هذه التنظيمات كأدوات ضغط على الدولة المصرية بسبب مواقفها الإقليمية، خصوصًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
واختتم بالتأكيد على أن الدولة المصرية، عبر أجهزتها الأمنية والمعلوماتية، لا تزال الحائط الصلب في مواجهة هذه الجماعات، وأنها قادرة على تفكيكها مجددًا كما فعلت منذ 2013، في إطار استكمال بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق الاستقرار الداخلي.