الدفاع المدني الفلسطيني: الأهالى في غزة يعيشون مرحلة متقدمة من الجوع

حذر المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، محمود بصل، من أن القطاع يعيش مجاعة كارثية، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد السكان المدنيين، وهو ما ينذر بوفيات جماعية في الأيام القادمة.

وفي تصريحات لقناة اكسترا نيوز، كشف بصل عن حجم المأساة الإنسانية التي تتجاوز القصف المستمر، واصفًا قضية "المجاعة والتجويع" بأنها "الحدث الأكبر والأصعب في غزة الآن".

وقال بصل: "أنا أتحدث معكم وحقيقة لم أتذوق الطعام منذ الأمس، أعيش على الماء. هذا حالي كحال آلاف المواطنين"، وأوضح أن مرحلة الجوع وصلت إلى مستويات متقدمة جدًا، حيث يعاني شخص من بين كل ثلاثة أشخاص من سوء تغذية حاد أو لم يتذوق الطعام منذ فترة.

وأضاف بصل: "الواقع الإنساني كارثي ولا يمكن أن يتحمله أي إنسان. نحن لا نعاني فقط من الاحتلال، بل من الخذلان الذي نعيشه. أتحدث معك وأنا جائع، نبحث هنا وهناك عن أي شيء نأكله، ولا شيء موجود".

على الصعيد الميداني، أكد بصل أن القصف الإسرائيلي لم يتوقف، مستهدفًا تجمعات المدنيين بشكل واضح، وقال: "منذ فجر هذا اليوم حتى الآن، استُشهد نحو 90 مواطنًا، من بينهم أسر مُحيت بالكامل من السجل المدني، مثل عائلة عقل في النصيرات التي قُتلت بأكملها في غارة على منزلهم".

وأشار إلى أن القصف يطال كل مناطق القطاع، خاصة المناطق الشرقية لمدينة غزة التي تتعرض للقصف على مدار اللحظة بالمدفعية والطائرات الحربية، مما يخلف أعدادًا كبيرة من الضحايا الأبرياء.

وشدد بصل على أن فئة الأطفال هي الأكثر تضررًا، حيث سجل القطاع وفاة أكثر من 70 طفلاً بسبب سوء التغذية، وقال: "هذا الطفل الذي يصرخ كل صباح يريد أن يأكل، من أين يأتي له الأب بالطعام والأسواق والمحال خالية تمامًا؟".

وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني والأطباء أنفسهم يعانون من الجوع، حيث يعملون لأيام متواصلة دون طعام، ويعيشون على الماء والملح، وتساءل: "كيف سيقوم رجل الدفاع المدني بانتشال الناس من تحت الأنقاض وهو لم يأكل؟ كيف سيمارس الطبيب عمله في غرفة العمليات وهو جائع؟".

واختتم بصل حديثه بنداء يائس إلى ضمير العالم، قائلاً: "نناشد باسم الضمائر الإنسانية وأحرار العالم أجمع. نقول لهم إن سكان قطاع غزة يموتون من الجوع وليس لديهم أدنى مقومات الحياة. لقد نادينا العالم مرارًا وأخبرنا زعماءنا العرب، ولكن دون جدوى".