تراثك ميراثك.. سبيل خسرو باشا أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بالقاهرة

الأربعاء، 16 يوليو 2025 09:00 م
تراثك ميراثك.. سبيل خسرو باشا أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بالقاهرة سبيل خسرو باشا

كتب محمد فؤاد

أطلقت وزارة الثقافة المصرية، برئاسة الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، مع بداية شهر يوليو الجارى، مبادرة "مصر تتحدث عن نفسها"، والتى تستهدف ربط الفعل الثقافى بحياة المواطنين، وتقديم موضوع شهرى يعكس القيم الأصيلة ويجمع بين الفنون، الثقافة، التراث، والعادات المجتمعية، وتنظيم فعاليات فى القاهرة والمحافظات، إضافة إلى فعاليات دولية تعكس ثقافة مصر، وقد تم اختيار موضوع شهر يوليو ليكون "تراثك ميراثك"، وفى ضوء ذلك نشر المجلس الأعلى للثقافة معلومات عن بعض أهم المعالم السياحية فى مصر، وذلك ضمن مبادرة "صورة وحكاية"، ومن بينهم سبيل خسرو باشا، الذى نستعرض تاريخه عبر السطور المقبلة.

سبيل خسرو باشا

هو من المنشآت الإسلامية العامة، حيث حرص حكام وأمراء ووزراء مصر على إنشاء الأسبلة لتوفير مياه الشرب مجانًا للمارين في الطرق، لا سيما فى فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة، أنشأه خسرو باشا الوالى العثمانى على مصر عام 1535، ويوجد هذا السبيل في شارع المعز، بالقرب من مجموعة السلطان قلاوون، وهو مستقل وغير ملحق بابنية أخرى، له أكثر من واجهة، الواجهة الشمالية الغربية المطلة على شارع المعز، والشمالية الشرقية المطلة على الإيوان الشمالي الغربي للمدرسة الصالحية، والسقف مغطي بخشب مسطح ومزخرف بنقوش ملونة.

سبيل خسرو باشا
سبيل خسرو باشا

إنشاء سبيل خسرو باشا

سبيل خسرو باشا أنشأه خسرو باشا الوالي العثماني على مصر في الفترة من "941هــ -1535م حتي 943هــ - 1537م"، وهو يقع في شارع المعز لدين الله أمام مجموعة السلطان قلاوون، ويعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة، ورغم إنشاء هذا السبيل فى العصر العثمانى إلا أنه يعد امتداداً للنموذج المحلى المصرى فى تخطيط الأسبلة، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى، وفقًا للموقع الرسمى لمحافظة القاهرة.

واجهة سبيل خسرو باشا

للسبيل واجهتان مطلتان على الشارع؛ هما الواجهة الشمالية الغربية المطلة على شارع المعز، والواجهة الشمالية الشرقية المطلة على الإيوان الشمالي الغربي للمدرسة الصالحية، ويوجد في كل واجهة شباك للتسبيل، ويتوج الواجهتان بشريط ممتد يحتوي على نص كتابي تأسيسي للسبيل وللكُتاب  بالخط الثلث ويشمل اسم منشئه وتاريخ الإنشاء، وكل من الشباكين مغشى بمصبعات من النحاس وفى مقدمة كل شباك من الخارج يوجد رف من الرخام يرتكز على ثلاثة كوابيل من الحجر كان مخصصا لوضع طاسات وكيزان الشرب.

ويتم الدخول حاليا إلى السبيل من ممر خلفه حيث كان للسبيل والكتاب كتلة مدخل تقع على شارع النحاسين بالجهة الغربية من الواجهة الشمالية الغربية كان فيها مدخل مستقل لكل من السبيل والكُتاب الا أن هذين المدخلين قد اندثرا الآن وحل محلهما دكان لبيع النحاس. ويتم الدخول حاليا الى السبيل من باب في الطرف الجنوبي من الضلع الجنوبي الغربي لحجرة التسبيل، وحجرة التسبيل مفروشة من الداخل برخام ملون على هيئة تقسيمات هندسية بديعة، ويقابل الشباكين من الداخل دخلات رأسية ثلاث في كل جهة، الدخلة الوسطى تسمي الشاذروان وبها لوح من الرخام يسمي السلسبيل وعليه زخرفة نباتية بارزة ويعلوه حوض ينساب منه الماء على وجهه ليتجمع في حوض أسفله ثم في قنوات من الرصاص الى أحواض الشرب والدخلتان الجانبيتان مخصصتان لحفظ أدوات السبيل والسقف مغطى بخشب مسطح ومزخرف بنقوش ملونه، ويرتكز السقف على إزار خشبي عريض به كتابات بخط النسخ على أرضية نباتية نصها بسم الله الرحمن الرحيم ثم آية الكرسي ثم صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم سيدنا محمد.

كتاب خسرو باشا

أما الكُتاب الذى يعلو السبيل فيتم الوصول إليه عن طريق سلم حديدي حديث قامت بتركيبه لجنة حفظ الآثار العربية عام 1909م في عهد الخديو عباس حلمي الثاني وحجرة الكُتاب تأخذ نفس تخطيط حجرة التسبيل، وتطل واجهتين الكُتاب على الخارج بعقدين متجاورين علي شكل حدوة الفرس يرتكزان على دعامة في الوسط ونجد في الجزء السفلى من الواجهتين درابزين من خشب الخرط كما يتوجهما رفرف خشبي يرتكز على كوابيل خشبية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة