تمر اليوم الذكري الـ 171 على رحيل الوالي عباس حلمي الأول، حاكم مصر بين عامي 1848 - 1854، وأحد حكام الأسرة العلوية التابعة اسميا للدولة العثمانية، ويعتبر البعض عهده عهد رجعية وقفت فيه حركة التقدم والنهضة التي ظهرت في عهد جده محمد علي باشا.
عباس حلمي الأول، الذي حكم مصر في الفترة من 1848 إلى 1854، كان له دور في إحداث تغييرات في مصر، وإن كانت هناك آراء متباينة حول مدى نجاحها وشموليتها.
إصلاحات عباس حلمي الأول
وبشكل عام يرى البعض أن عباس حلمي الأول قام بإصلاحات ضرورية لتخفيف العبء المالي على الدولة، ووقف بعض المشروعات غير المجدية، بينما يرى آخرون أن قراراته أدت إلى تراجع في مسيرة التحديث التي بدأها محمد علي باشا، وأنها أثرت سلبًا على التعليم والثقافة.
ويمكن القول أن عباس حلمي الأول كان له دور في تشكيل مسار تطور مصر، وأن إصلاحاته كانت محل جدل وانقسام في الآراء.
قام عباس حلمي الأول بإعادة تنظيم الإدارة المركزية والمحلية في مصر، مما أدى إلى تبسيط الإجراءات وتوحيد العمليات الإدارية، لكنه على جانب آخر قام بإيقاف بعض المشروعات التي بدأها جده محمد علي باشا، ما أثر بالسلب على حركة النهضة الثقافية في ذلك الوقت.
عباس حلمي الأول وميراث محمد علي باشا
قام بإيقاف بعض المشروعات التي بدأها جده محمد علي باشا، مثل مدرسة الألسن، وهو ما أثار جدلًا حول مدى صحة هذه الخطوة وتأثيرها على مسيرة التحديث في مصر، وكذلك أوقف حركة الترجمة التي كانت قائمة، وقام بتوزيع الوقائع المصرية على كبار رجال الدولة من الأتراك فقط، مما أثر على نشر الثقافة والمعرفة.
قام بإعادة توزيع الأراضي الزراعية، مما أثر على هيكل الملكية الزراعية في مصر، وعلى الرغم من إيقافه لبعض المشروعات التعليمية، إلا أنه اهتم بالتعليم العالي وبتطوير بعض المدارس الموجودة.