تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر والدبلوماسي والسياسي التشيلي، بابلو نيرودا، والذي يعد أحد كتاب تاريخ الأدب التشيلي، ولُقب بشاعر أمريكا اللاتينية في القرن العشرين، وحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1971، وفي ضوء ذلك نستعرض لمحات من حياته.
وُلد بابلو نيرودا في بارال، تشيلي، عارض والده اهتمامه بالكتابة والأدب، إلا أن نيرودا كان يعمل صحفيًا وكاتبًا منذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، في عام 1921، انتقل إلى سانتياجو لدراسة اللغة الفرنسية في جامعتها، لكنه سرعان ما تفرغ للشعر، ورغم أن نيرودا ذاع صيته كشاعر، إلا أنه ظل فقيرًا، فبدأ العمل دبلوماسيًا في آسيا وأوروبا، كما كان عضوًا في مجلس الشيوخ عن الحزب الشيوعي التشيلي.
في عام 1921، نشر بابلو نيرودا ديوانه الشعري "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة"، والذي يعد أحد أشهر أعماله الشعرية وترجم إلى العربية أكثر من مرة، وقد رسّخ هذا الديوان مكانته كشاعر بارز ومترجم للحب والإثارة، وقد أثرت رحلاته الرسمية كدبلوماسي في آسيا تأثيرًا بالغًا على نيرودا، وهو ما انعكس في ديوانيه الشعريين "الإقامة على الأرض" (1933و1935)، وتتجلى تعاطفات نيرودا الشيوعية بوضوح في ديوانه "الأغنية العامة" (1939)، وهي قصيدة ملحمية تتناول قارة أمريكا الجنوبية بأكملها.
ومن أشهر أعماله أيضا هو أنه كتب سيرته الذاتية "أشهد أنني قد عشت"، وتمت ترجمتها إلى إلى العربية منذ السبعينات من القرن الماضى.
وكان بابلو نيرودا، ذو اتجاه شيوعي متشدد، وكان يعد من أبرز النشطاء السياسين، وكان عضوا فى مجلس الشيوخ وفى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى، الأمر الذى جعله مرشحا للرئاسة فى بلاده.
ونال بابلو نيرودا العديد من الجوائز التقديرية حيث مُنحت جائزة نوبل في الأدب عام 1971 إلى بابلو نيرودا "لشعره الذي يحيي مصير قارة وأحلامها بفعل قوة عنصرية"، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد، وقال عنه الناقد الأدبي هارولد بلووم: "لا يمكن مقارنة أي من شعراء الغرب بهذا الشاعر الذي سبق عصره".
ومات بابلو نيرودا فى ظروف غامضة لا نزال حتى الآن فى حيرة منها، وذلك بعد الظروف السياسية التي جرت فى سنة 1973 فى تشيلى.