فيسبوك
واتساب
قال الدكتور أشرف عكة، خبير العلاقات الدولية، إن الوضع الميدانى فى الأراضى الفلسطينية، لا سيما فى قطاع غزة، لا يزال متوترًا رغم الحديث عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن إسرائيل تستمر فى شن هجمات عنيفة تستهدف المدنيين، ضمن ما وصفه بـ"مجازر ديموغرافية" تهدف إلى التهجير والتطهير السكاني.
وأوضح عكة، فى تصريحات هاتفية من رام الله لقناة إكسترا نيوز، أن المقاومة الفلسطينية ما زالت مستمرة فى ردّها على العدوان الإسرائيلى، رغم حجم الضغوطات والظروف الميدانية الصعبة، مؤكّدًا أن الضفة الغربية أيضًا تشهد تصعيدًا خطيرًا من حيث التوسع الاستيطانى والتضييق على الفلسطينيين.
وأضاف أن إسرائيل لا تسعى إلى وقف فعلى للحرب، وإنما تريد هندسة ما وصفه بـ"انعطافة إنسانية" تفرض من خلالها شروطها بدعم وضمانات أمريكية، معتبرًا أن الفشل فى المفاوضات التى أجريت مؤخرًا يعود لإصرار الاحتلال على البقاء فى منطقة "محور موراغ"، كخطوة تمهيدية لمشروع تهجير سكان القطاع.
وتابع عكة بالقول: "الحديث عن تهدئة بين غزة وإسرائيل لا يبدو واقعيًا فى ظل المعطيات الميدانية والإقليمية. إسرائيل تحاول الفصل بين الجبهات، لكن الوقائع تُثبت أن التوتر مستمر مع إيران ولبنان واليمن، وكل ادعاءات إسرائيل بانتصارات ميدانية لا تعكس الواقع".
وفى ما يتعلق بالضمانات التى قد تُقدم فى حال التوصل إلى اتفاق تهدئة، أوضح عكة أن "الولايات المتحدة تطرح دائمًا شعارات حول السلام العادل، لكنها عمليًا تتبنى الرؤية الإسرائيلية، وهو ما يجعل أى اتفاق هشًا، ويزيد المخاوف من أن تستغل إسرائيل أى هدنة لإعادة ترتيب صفوفها واستئناف عملياتها بشكل أوسع بعد استعادة الأسرى".
وأكد عكة أن "هناك مخططًا إسرائيليًا واضحًا لتصفية القضية الفلسطينية يبدأ بقطاع غزة، ويمتد إلى الضفة، ضمن مشروع يستهدف تغيير معالم الجغرافيا السياسية للمنطقة"، لافتًا إلى أن الاحتلال يسعى لتفكيك الحالة الوطنية الفلسطينية، لكن تمسك الشعب الفلسطينى بأرضه ومقاومته المستمرة يُفشل هذه المخططات.
ووجه أشرف عكة، التحية إلى الموقف المصرى، واصفًا إياه بـ"الصوت العربى الوحيد الرافض لمحاولات التهجير الجماعي"، وقال: "مصر تمثل ميزان الشرق الأوسط، ورؤيتها للسلام القائم على العدالة وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة هى الأساس الحقيقى لأى تسوية قادمة، الشرق الأوسط لن يُعاد تشكيله دون هذه الرؤية".
