أكد الكاتب الصحفي جمال رائف، أن اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الدولة الصيني ولي تشيانج يمثل محطة مهمة في مسار العلاقات المصرية الصينية، لا سيما مع توافق الرؤى السياسية بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وضرورة وقف إطلاق النار في غزة، وتثبيت التهدئة بين إسرائيل وإيران.
وأشار رائف، خلال لقاءه على قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن الجانب الاقتصادي كان في صدارة المباحثات، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 17.37 مليار دولار في عام 2024، مقارنة بـ 15.78 مليار دولار في 2023، بزيادة ملحوظة تعكس متانة الشراكة التجارية.
وأكد رائف أن الصين باتت شريكًا رئيسيًا في مشروعات مصر القومية، ومنها حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج مدينة العلمين، والقطار الكهربائي الخفيف، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الصينية "تيدا"، كنموذج للتكامل الصناعي والاستثماري الناجح.
وكشف رائف أن شركة "ستيت غريد كوربوريشن" الصينية تخطط لضخ 500 مليون دولار في مشروعات للطاقة الشمسية في المنيا والواحات، بجانب إقامة مجمع صناعي لمستلزمات الطاقة الشمسية بقيمة 200 مليون دولار، بهدف توطين التكنولوجيا الصينية في مصر.
كما تم بحث إنشاء قرية تكنولوجية بالاستعانة بخبرات صينية متقدمة، وسبل تعزيز التعاون في ملف مبادلة الديون، وهو ما يعكس مستوى الثقة بين الجانبين.
وشدد رائف على أن القاهرة وبكين تربطهما علاقات راسخة منذ عام 1956، عندما كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية. واليوم، يحتفل البلدان بمرور عشر سنوات على توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ويستعدان للاحتفال بالذكرى السبعين للعلاقات في عام 2026.
كما أضاف أن انضمام مصر إلى مجموعة "بريكس" يمنح التعاون مع الصين بعدًا جديدًا، خاصة في التبادل التجاري بالعملات المحلية، ويعزز توجه البلدين نحو نظام عالمي أكثر توازنًا وتعاونًا.