قالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية، إن الحديث الأمريكى عن تفاؤل بقرب التوصل إلى هدنة مؤقتة فى قطاع غزة لا يعكس حقيقة الواقع الميدانى، فى ظل استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، معتبرة أن الضغط الأمريكى على حكومة الاحتلال لا يزال "ضعيفًا وغير جاد".
وأضافت حداد خلال مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز" أن المفاوضات الجارية تشهد خلافات جوهرية، من أبرزها إصرار إسرائيل على بقاء قواتها فى محور "موراغ" وبناء خط موازٍ لمحور فيلادلفيا، بما يعكس نوايا لإعادة ترسيم مناطق السيطرة وفرض واقع جغرافى جديد يجبر الفلسطينيين على التجمع فى منطقة رفح المدمرة والخالية من المقومات الإنسانية.
وأشارت إلى أن إسرائيل تهدف من وراء ذلك إلى تفريغ شمال القطاع من سكانه، لخدمة مشاريع اقتصادية وجيوسياسية طويلة الأمد، وتهيئة القطاع لإدارة أمنية إسرائيلية مستقبلًا، مع حرية الدخول والخروج كما هو الحال فى النموذج اللبناني.
وحول الهدنة المرتقبة لـ60 يومًا، أوضحت حداد أن أهميتها تكمن فى إتاحة دخول المساعدات الإنسانية وتخفيف الكارثة التى يعيشها سكان القطاع، لكنها أكدت فى الوقت ذاته أن مسار توزيع تلك المساعدات لا يزال محل خلاف بين حماس وإسرائيل، خاصة مع تمسك الأخيرة بآلية "شركة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيًا.
كما كشفت عن أن مفاوضات الإعمار مرتبطة سياسيًا، مشيرة إلى أن قطر مستعدة للتمويل، لكن إسرائيل تضع شرط شراكة السعودية والإمارات، وهما بدورهما لن تتحركا إلا فى حال وجود إدارة فلسطينية بديلة عن حماس، وهو ما يرفضه الأوروبيون أيضًا بسبب تصنيف الحركة.
وفى ما يتعلق بالرؤية المستقبلية، شددت حداد على أن أى حل سياسى شامل يتطلب توافقًا وطنيًا فلسطينيًا داخليًا لإدارة قطاع غزة، وترتيبًا أمنيًا يضمن وقف الحروب، نافية وجود أى ضمانات أمريكية حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار حتى الآن.