فيسبوك
واتساب
أكد اللواء أركان حرب وائل ربيع، الخبير الاستراتيجي ومستشار مركز الدراسات الاستراتيجية، أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ليست كما تروج لنفسها دائمًا بأنها "الأقوى عالميًا"، بل تعاني من إخفاقات متكررة وخطيرة أثرت على أمنها القومي، أبرزها ما وقع في حرب أكتوبر 1973، ويتكرر اليوم في أحداث 7 أكتوبر 2023.
وقال ربيع، في حواره عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن إسرائيل تمتلك كمًا هائلًا من المعلومات، إلا أن الخلل الحقيقي يكمن في التحليل والاستخدام الفعّال لتلك المعلومات، مضيفًا: "ليس المهم ما لديك من بيانات، بل كيف توظفها لتقدير صحيح يسبق الخصم بخطوة."
وأضاف أن الثقة الزائدة بالنفس لدى أجهزة الاستخبارات تؤدي في كثير من الأحيان إلى تقليل شأن الخصم، كما حدث مع تقديرات إسرائيل لقدرات حركة "حماس"، التي تمكنت من اختراق مركز قيادة فرقة غزة ومقر استخبارات أوريم، واستولت على وثائق شديدة السرية، في عملية لم تكن متوقعة رغم توفر مؤشرات مسبقة.
وتطرق اللواء وائل ربيع إلى العمليات السيبرانية بين إسرائيل وإيران، موضحًا أن في غضون 12 يومًا فقط، نفذت إسرائيل 615 هجمة إلكترونية على طهران، مقابل 51 هجمة فقط من إيران على إسرائيل، وهو ما يعكس تفوقًا هجوميًا، لكنه لا يخفي ثغرات في الدفاع السيبراني الإسرائيلي.
وأوضح أن وحدة 8200 الإسرائيلية المختصة بالحرب الإلكترونية تلعب دورًا مزدوجًا، يتمثل في جمع المعلومات من الخصم (الهجوم)، ومنع تسرب المعلومات من الداخل (الدفاع)، إلا أن هذا لا يمنع وقوع اختراقات خطيرة كما حدث في 7 أكتوبر.
وأشار ربيع إلى أن ما حدث في أكتوبر الماضي ليس "مسرحية" كما يروج البعض، بل هو فشل استخباراتي حقيقي شبيه بما وثقته لجنة "أغرانات" الإسرائيلية بعد نكسة 1973، مؤكدًا أن "التحليل الاستراتيجي لا يسمح أبدًا بالاستخفاف بالخصم، لأن هذا الاستخفاف قد يتحول إلى ثغرة قاتلة."
