على وقع إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليةٍ برية مركزة، ضد أهداف لحزب الله، فيما أطلق عليه " عمليات خاصة وموجهة" وتأكيده على سيطرته على كامل الحدود مع لبنان، صعد العدوان الإسرائيلى خروقاته لأجواء لبنان، وحلقت العديد من المسيرات الإسرائيلية على علو منخفض فى سماء الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان، وذلك بعد ساعات من مغادرة مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى بيروت توم براك وهناك توقعات بعودته مرة أخرى إلى بيروت في 21 يوليو الجاري في زيارته الثالثة منذ تكليفه ملف لبنان موقتاً حتى نهاية السنة.
وذكر المتحدث باسم جيش الاحتلال على منصة "إكس"، أنه "بناء على معلومات استخبارية ورصد وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية لحزب الله في عدة مناطق في جنوب لبنان، توجه الجنود لتنفيذ عمليات خاصة ومركزة بهدف تدميرها ومنع إعادة تموضع حزب الله في المنطقة".
وأرفق المتحدث منشوره بعدة فيديوهات ليلية لجنوب لبنان ومنها لجنود يتوغلون راجلين، أحدها بعنوان "عملية ليلية مركزة نفذها لواء عوديد (9) في جنوب لبنان".
وكانت مسيرة إسرائيلية قد نفذت غارة جوية، الثلاثاء، استهدفت سيارة في بلدة العيرونية الواقعة شمالي لبنان، ما أسفر عن سقوط قتيلين وثلاثة مصابين، وتبعد هذه البلدة أكثر من 100 كيلومتر عن العاصمة بيروت، وتُعد من المناطق الهادئة والنائية عن خطوط الاشتباك التقليدية.
وأعلن جيش الاحتلال أن المستهدف في هذه الغارة هو أحد عناصر حركة "حماس" المقيمين في شمال لبنان.
ويعد هذا الخرق الأول من نوعه لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر الماضي، بعج أن كانت هذه العمليات تقتصر على الجنوب اللبناني أو محيط العاصمة، وليس في مناطق كمحافظة الشمال التي ظلت بمنأى عن مثل هذه الاغتيالات.
الموقف الأمريكى
بالنسبة للموقف الأمريكى، فأوضحته وزارة الخارجية الأمريكية ، قائلةً "لن نعلق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة، وكان السفير توم براك راضيًا عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل؛ لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب من الدولة اللبنانية.
أضافت الخارجية: "نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل".
وقال: "لا نريد أن نرى حزب الله أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو إسرائيل"، أضافت أن الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان، بل إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره المالي واستعادة ثقة المجتمع الدولي، وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون اعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء.
وأقر الموفد الأمريكى توم براك بوجوب إلزام إسرائيل بالتوقف عن الكثير من العمليات العسكرية في لبنان.
ويستعد براك لمناقشة الجانب الإسرائيلي في آلية لضبط أعماله القتالية والخروقات اليومية للسيادة اللبنانية، وإنه يأمل أن يحصل من إسرائيل على خطوة تساعده في إقناع المسؤولين في لبنان بأن هناك ما يتغيّر في الأداء الإسرائيلي، ما يفتح الباب أمام نقاش يتعلق بسلاح حزب الله.
ومن جانبه أكد براك أن واشنطن لن تقدم أي ضمانات بشأن ما يمكن أن تقوم به إسرائيلأو وقف إطلاق النار، و قال إن الحرب لم تتوقف أصلاً، جتى لو كانت من طرف واحد، وهذا يعني أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعمل بشكل جيد، مشيراً إلى أن آلية عمل لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق فشلت في تحقيق أهدافها، ومن جهة ثانية شدد على التأكيدات الأمريكية بشأن ملف سلاح "حزب الله" والمجموعات الفلسطينية.
كما تشدد واشنطن على ملف الإصلاحات المالية والاقتصادية وكانت المبعوثة الأمريكية السابقة مورجان أورتاجوس، قد أعدت ورقة مفصلة حول الإصلاحات والقوانين، وسلمتها للسلطات فى لبنان، و تتطلب إدخال تعديلات على كثير من القوانين المعمول بها.
ويرى مراقبون ـ وفق "لبنان 24 " ـ "أن واشنطن لا ترغب فى تجديد الحرب بين لبنان وإسرائيل، ومشروع الحل الذي طرحته جاد، وتعتبره فرصة ليس فقط لكونه في صدارة أجندة اهتمامات وأولويات إدارة الرئيس دونالد ترامب، بل لكونه أيضاً يلبى حاجة كل الأطراف (لبنان وإسرائيل) إلى الأمن والاستقرار في هذه المرحلة.
بينما يرى آخرون أن إسرائيل لا تبدى في الأفق أى ليونة أو استعداداً للحل، ويتأكد هذا في عملياتها العدوانية التي تكثفت منذ وصول براك إلى بيروت، وتصاعدت وتيرتها بشكل كبير في الساعات الأخيرة، بما ينذر بتطورات خطيرة.