يحتفل الكاتب والروائي التركي أورهان باموق، اليوم، بعيد ميلاده الـ73، إذ ولد فى إسطنبول فى 7 يونيو سنة 1952، وهو أول روائي باللغة التركية يفوز بجائزة نوبل للأداب عام 2006، و"الذي اكتشف في بحثه عن الروح الحزينة لمدينته الأم رموزًا جديدة للصراع والتشابك بين الثقافات"، وترجمت أعماله إلى 34 لغة، من أشهر رواياته جودت بك وأبناؤه فى عام 1982، والمنزل الهادئ عام 1991، والقلعة البيضاء عام 1995، والكتاب الأسود عام 1997، وورد في دمشق صدرت سنة 2000، والحياة الجديدة صدرت سنة 2001.
وُلِد أورهان باموق في 7 يونيو عام 1952 في إسطنبول لعائلة ميسورة وعلمانية من الطبقة المتوسطة، كان والده مهندسًا، وكذلك عمه وجده لأبيه، كان هذا الجد هو من أسس ثروة العائلة، في صغره، كان باموق مصممًا على أن يصبح رسامًا، تخرج من كلية روبرت، ثم درس الهندسة المعمارية في جامعة إسطنبول التقنية، والصحافة في جامعة إسطنبول، أمضى الأعوام من 1985 إلى 1988 في الولايات المتحدة، حيث عمل باحثًا زائرًا في جامعة كولومبيا بنيويورك، وعمل لفترة قصيرة في جامعة أيوا، ويقيم حاليًا في إسطنبول.
قال باموق إنه خلال نشأته، شهد تحولًا من بيئة عائلية عثمانية تقليدية إلى نمط حياة أكثر توجهًا نحو الغرب، وقد كتب عن ذلك في روايته الأولى المنشورة، وهي سرد عائلي بعنوان "جودت بيه وأوغلاري" (1982)، والتي تتبع، على غرار توماس مان، تطور عائلة على مدى ثلاثة أجيال.
روايته الثانية، "سيسيز إيف1983" ("بيت الصمت" 1998)، تستخدم خمسة منظورات مختلفة للرواة لوصف موقف يزور فيه عدد من أفراد العائلة جدتهم المسنة في منتجع ساحلي شهير، بينما تركيا على شفا حرب أهلية، تدور أحداثها في عام 1980، تعكس نقاشات الأحفاد السياسية وصداقاتهم فوضى اجتماعية تتنافس فيها منظمات متطرفة مختلفة على السلطة.
جاءت انطلاقة باموق العالمية بروايته الثالثة، "بياز كالي 1985" ("القلعة البيضاء" 1992)، تدور أحداث الرواية في إسطنبول في القرن السابع عشر، إلا أن محتواها الرئيسي هو قصة عن كيفية بناء الأنا فينا على قصص وروايات متنوعة، وتُظهر الرواية أن الشخصية بناء متغير، يجد بطل الرواية، وهو رجل فينيسي بِيعَ عبدًا للباحث الشاب خوجا، في خوجا انعكاسه الخاص، وبينما يروي الرجلان قصص حياتهما لبعضهما البعض، يحدث تبادل للهويات، ولعلها، على المستوى الرمزي، تُجسّد الرواية الأوروبية التي أُسِرَت ثم ارتبطت بثقافة غريبة.
اشتهرت كتابات باموق بلعبها على الهويات والازدواجيات، وتتجلى هذه القضية في روايته "قرة كتاب 1990" ("الكتاب الأسود" 1995)، حيث يبحث بطل الرواية في صخب إسطنبول عن زوجته المختفية وأخيها غير الشقيق، اللذين يتبادلان الهويات لاحقًا، وتُضفي الإشارات المتكررة إلى التراث الصوفي الشرقي على الرواية طابعًا صوفيًا، وقد مثّلت "قرة كتاب" قطيعة واضحة مع الواقعية الاجتماعية السائدة في الأدب التركي، وأثارت جدلًا في تركيا، لا سيما من خلال إشاراتها الصوفية، وقد استند باموق في سيناريو فيلم " جزلي يوز" (1992) إلى الرواية.