قالت وزارة الأوقاف ضمن حملتها "صحح مفاهيمك"، إنه لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد وسيلة ترفيه عابرة، بل تحولت – خاصة عند الأطفال – إلى إدمان حقيقي يهدد التربية، ويؤثر في صحة الطفل وسلوكه وتعليمه. ويكمن الخطر في غياب الوعي المجتمعي بأساليب الوقاية والتعامل الرشيد مع هذه الوسائل، ما يستوجب حملة تصحيحية شاملة.
تعريف الظاهرة
إدمان الألعاب الإلكترونية عند الأطفال هو: الانشغال المفرط والمستمر بالألعاب الرقمية بدرجة تؤثر على الحياة اليومية، سواء في الدراسة، أو العلاقات، أو الصحة الجسدية والنفسية.
أبعاد الظاهرة وخطورتها
أ. البُعد النفسي:
- اضطرابات في النوم والقلق.
- ضعف التركيز وزيادة التشتت الذهني.
- العدوانية الزائدة أو الانعزال والانطواء.
ب. البُعد التربوي والأسري:
- ضعف الروابط العاطفية بين الطفل وأسرته.
- تقليد سلوكيات العنف أو التمرد.
- الانفصال التدريجي عن الواقع والتفاعل الاجتماعي.
ج. البُعد التعليمي:
- انخفاض في الأداء الدراسي.
- النفور من الأنشطة التعليمية والقراءة.
- غياب الدافعية للتعلم أو التحصيل.
د. البُعد الديني والقِيَمي:
- تبلّد الإحساس الديني بسبب الانشغال.
- التعرض لمحتويات لا أخلاقية أو أفكار منحرفة داخل بعض الألعاب.
- غرس قيم العنف، أو الخرافة، أو الشذوذ.
المفاهيم المغلوطة التي تصححها الحملة
- "اللعب المفرط طبيعي لأنه وسيلة لتسلية الطفل."
- "الألعاب تنمي الذكاء دون أضرار."
- "ليس من حق الوالدين التدخل ما دام الطفل سعيدًا."
أهداف المعالجة ضمن الحملة
- نشر الوعي بمخاطر الإدمان الإلكتروني على الطفل والأسرة.
- ترسيخ مبدأ التوازن بين الترفيه والواجبات.
- تقديم بدائل نافعة جاذبة للأطفال.
- تعزيز حضور التربية الإيمانية والأخلاقية.
كيفية تناول الموضوع في الحملة
أ. المسار التوعوي والإعلامي:
- فيديوهات قصيرة موجهة للآباء والأبناء، توضح الأضرار وتعرض البدائل.
- نشرات إنفوجرافا توضح الإحصائيات والآثار التربوية.
ب. المسار الدعوي والتربوي:
- خطب ومحاضرات عن الأمانة في تربية الأبناء وحفظ أوقاتهم.
- دمج القصص النبوية وقيم الصحابة في الترغيب في الإنتاج والجد.
ج. المسار الأسري:
- برامج إرشاد أسري تساعد على ضبط استخدام الألعاب.
- ورش تربوية للآباء حول مهارات التواصل مع الأطفال.
الرسائل المحورية للحملة
- لا تجعل طفلك أسيرًا لشاشة تأكل عمره دون وعي.
- الترفيه حق للطفل، لكن بحدود تحميه لا تستهلكه.
- أنت مسؤول عن وقت ابنك أمام الله.. فاختر له النافع.
- التقنية نعمة.. لكن في غير موضعها تصبح نقمة.
يهدف طرح هذا الموضوع في حملة "صحح مفاهيمك" إلى ترشيد استخدام التقنية لدى الأطفال، عبر خطاب توعوي جامع بين الرؤية الشرعية والتربوية والنفسية. فحماية الأبناء من الإدمان الرقمي مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتصل إلى المجتمع.